سؤال برسم المطر؟

العدد: 9327 
4-4-2019

مهما توهَّج السؤال، فإجابةٌ صغيرةٌ صادقةٌ تطفئ حيرة السؤال ودهشته أمَّا نحن فنعيش عصر الحرائق، ولو تعدَّدت الأسئلة وتوهَّجت فلا سبيل لسائلٍ ومجيب.
شابٌ يتساءل عن حبِّه في حضرة من يحب؟
فتقول له: فتّش عن حُبِّك في مكانٍ آخر، لأنّ أي حُبٍّ صارت له أدواته، وأنت لا تمتلك سوى نعليك وبضع كلمات.
آخرون نفخوا أنفسهم (بالوناتٍ) بشريّةٍ، وقد ملأ الواحد منهم جيبه بخليويٍّ وعلبة تبغٍ وورقةٍ نقديّةٍ يصرفها في مقهىً مطفأة نجومه، ومع ذلك يتساءلون على هواهم!
أحدهم تخلّى عن شعر رأسه مكتفياً بإطلاق لحيةٍ ممزّقةٍ كملابسه التي توحي بمهنةٍ ليس لها وجود، وقد ظنَّ نفسه توئماً لعارض أزياءٍ يئِس منافسوه منه، فيسأل نفسه: هل أنا أكثر من أنا؟!
مشرّدان يقفان في مكانٍ تداعبه الأمواج، فتقول له: أًحِبُّ فيكَ أوهامك وأحلامك التي قلَّ أن أجدها بين أيدي الأثرياء وعلى موائدهم؟!
فأجابها: وأنا أيضاً أحبُّ فيكِ وجهكِ الصحراويِّ الذي ينتظر المطر ليخضرَّ.
آهٍ لأسئلةٍ يجيب عنها المشرّدون، وآهٍ من كثيرين يمسحون أحذيتهم أكثر من وجوههم، ويتساءلون: أيُّهم يلمعْ أكثر؟!
هناك من يلعنُ يوماً مضى وآخر سيأتي، لأنّه لا ينظر إلى العجقة إلاّ من الخلف، خشية أن يكون على أكتاف أصحابها نجمةً أو نحلةً، ورُبَّما قسيمةٌ بمبلغٍ تتخلَّى فيه الثيرانُ عن النطح، والضفادع عن سواقيها.
ما يحزنني تلك (السنونو) التي لم تعد تأتي في موعدها كما كانت قبل سنوات، فشرفاتنا لم تعد تصلح أعشاشاً، وأرصفتنا مرهونةٌ للبيع وللشراء. حتَّى (السنونو) يمكن أن يُباع فيها.
ما يحزنني أن مجيئها كتساقط النّوم على تلك الشُرفات والأرصفة ولا إجابة!!

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار