الوحدة 13-8-2022
ظاهرة البحث عن الخبز اليابس عادت تطفو بين الحارات من جديد، حتى أن هناك بعض المحال داخل الأحياء الشعبية تشتريها وبأسعار متفاوتة، بغضّ النظر عن الجهة التي تتغذّى عليها إلى جانبنا نحن المستهلكين؟، فمن المؤكّد أن لظهورها بهذا الشكل الكثيف العديد من الأسباب والعلامات الأخرى التي أنعشت طموح هؤلاء الخيّالة بالتجوّل والبحث عنها أمام أعين الجميع علماً أنّه (سابقاً) صدرت قرارات مرفقة بأحكام وغرامات على مزاولي هذه التجارة، نظراً لما وقع عليها من إشارات استفهام وحرمان المواطن منها واستخدامها علفاً بديلاً للحيوانات والطيور، مع العلم أن أفران الدولة تقوم بجمع التالف والمرتجع منها وتبيعها بالطرق القانونية المشروعة وتحت إشراف الجهات المسؤولة.
ويبرّر بعض المواطنين بيعهم لمخصّصاتهم من الخبز بسبب تدني جودة الرغيف، وصعوبة تناوله نظراً لبقائه فترة طويلة ينتظر ويتنقّل بين المخبز والمعتمد الذي يقدّمه خلال فترة النهار، فيكون قد تخمّر وحصل على نسب عالية من مسببات التلف، حيث يباع كيلو الخبز اليابس بأكثر من ٤٠٠ ل.س في حين يقوم البائع بتأمينه لمربي الأبقار ويبيعه لهم بنحو ٧٠٠ ل.س وهذا يٌغنيهم عن شراء العلف ذي السعر العالي في بعض الأحيان، والبعض الآخر يقول أن الخبز أصبح يستعمل لمرّة واحدة وعلى مضض، وهنا تتم الاستعانة بالأفران السياحية وظاهرتها التي بدأت تنتشر بأمكنة متعدّدة،
لأن الرجوع إليها بات أمراً مفروغاً منه بسبب تدني جودة صناعة الرغيف بشكل عام، مع العلم أن وزن ربطة الخبز الواحدة من الأفران الاحتياطية تعادل أكثر من اثنتين من الخبز الجميل بسبب تقيّدهم بالوزن الحقيقي للربطة، وهذا دافع آخر نحو أخذ المخصّصات والقيام بتشميسها والاستفادة من الفارق، مما يقودنا إلى أيام قد تسوء الأحوال في سبيل تأمين دقيق الخبز من الخارج الذي يعيش أياماً على صفيح ساخن وقوده الاقتصاد والقمح في المقدّمة.
سليمان حسين