العدد: 9327
4-4-2019
تعد ذبابة ثمار الزيتون واحدة من أخطر الآفات الزراعية التي تهاجم ثمار الزيتون في الساحل السوري، خاصة صنفي (الدعيبلي والخضيري)، والأكثر انتشاراً في الساحل، وربما تصل الأضرار إلى ١٠٠٪ في حال توفر الظروف البيئية المناسبة، وعلى الرغم من ذلك فإن الدراسات المرجعية حول حياة الحشرة وأعدائها الحيوية في محافظة طرطوس قليلة جداً ولهذا أقام مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس ندوة علمية إرشادية بعنوان (إدارة شجرة الزيتون في محافظة طرطوس) بالتعاون مع كل من مديرية الزراعة ونقابة المهندسين الزراعيين ونقابة عمال التنمية الزراعية واتحاد فلاحي طرطوس.
حيث أوضح الدكتور وليد علي رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس أن هذه الفعالية نتيجة لمجموعة من الظروف الجوية التي سادت المنطقة في موسم الزيتون السابق والحالي وخطر الآفات التي أصابت المواسم السابقة والتنبؤ بما يمكن عمله في الفترة القادمة لحماية الموسم، وتفادي بعض المشكلات التي يمكن حلها بطريقة وقائية قبل الإصابة بالمرض وأضاف علي: بالإدارة المتكاملة لآفة ما نحتاج إلى تضافر كافة الجهود، فنحن كهيئة بحثية نقوم بالدراسة الأكاديمية البحثية لإيجاد الحلول المناسبة، ويتم نقل هذه الحلول إلى مديرية الزراعة وخاصة الإرشاد الزراعي والوحدات الإرشادية المنتشرة على كامل مساحة المحافظة، والذين يقومون بدورهم بنقل هذه المعلومات بطريقة إرشادية بسيطة وسهلة للإخوة المزارعين وذلك للحفاظ على الموسم والحد من الضرر الاقتصادي لهذه الآفات.
من جانبه بيّن الدكتور علي ياسين علي باحث ورئيس دائرة الوقاية في مركز بحوث طرطوس الهدف من هذه الندوة هو إرشاد المزارعين بأهمية مكافحة ذبابة ثمار الزيتون وتسليط الضوء على أهم النتائج والأبحاث التي قام بها المركز في مجال المكافحة الحيوية لذبابة ثمار الزيتون، وأهم الأعداء الحيوية في البيئة الساحلية والمرافقات لها وضرورة استخدام الفرمونات من قبل المزارعين. هذه الورشة تأتي تكميلاً للورشات السابقة ورسالتنا هي التعريف بأحدث ما توصل إليه العلم من نتائج بحثية في سورية، فالعدو الحيوي هو كائن يتطفل إذا كان متطفلاً، ويفترس إذا كان مفترساً على طور من أطوار الحشرة وتم إجراء مسح شامل للمنطقة الساحلية للأعداء الحيوية وتبيّن وجود تنوع جيد يمكن الاستفادة منه مستقبلاً في برامج المكافحة المتكاملة.
كما تناول ربيع درويش مهندس في مركز بحوث طرطوس وطالب دراسات عليا في جامعة البعث أهمية الدراسات التطبيقية التي لها تأثير كبير على المزارع وخاصة بعد أن أصبح محصول الزيتون محصولاً استراتيجياً ومن أهم الآفات الحشرية التي تصيب ثمرة الزيتون هي ذبابة ثمار الزيتون وحتى الآن لا توجد في المحافظة أي دراسة حول هذه الآفة، حيث أن الحشرات الموجودة لها سلوكية معينة بسبب تأثير الظروف الجوية والبيئية بشكل كبير، وتابع درويش إنه تمت دراسة ديناميكية للذبابة كأول دراسة تتطرق لموضوع تأثير ارتفاع سطح البحر والمواقع الجغرافية على الإصابة وشملت الدراسة التعرف على الأعداء الحيوية الموجودة في الطبيعة لتكون مدخلاً لإمكانية الاستفادة منها في برامج المكافحة الحيوية ودمجها في برامج المكافحة المتكاملة مستقبلاً. ولمعالجة المشكلة بشكل جذري لا بد من تكاتف الجميع بحيث يكون هناك مشروع على مستوى المحافظة وليس مشروعاً فردياً، وأكد على مجموعة من الإجراءات الواجب اتخاذها مثل الحراثة الخريفية للتربة، والحفاظ على الأعداء الحيوية الطبيعية الموجودة في بيئتنا وضرورة تعقيم معاصر الزيتون لأنها بؤرة لتجميع الثمار المصابة كي لا يتشكل جيل جديد قوي يهاجم ثمار الزيتون في بداية الموسم مؤكداً تأثر الحشرة بالظروف الجوية حيث لوحظ أن ارتفاع درجات الحرارة فوق ٣٥ درجة مئوية يؤدي إلى موت الحشرة أما ارتفاع الحرارة لحدّ ٣٠ درجة يؤدي إلى عملية تثبيط وضع البيض للحشرة. و أوضح د. وائل المتني دكتوراه في المكافحة الحيوية للحشرات أن استراتيجية المكافحة تطورت بشكل كبير على مستوى العالم حيث تبدأ أول خطوة بمراقبة الحشرة عن طريق وضع المصائد اللاصقة وتكثيف عددها لتحديد أعدادها ونربطها بطور نمو الثمرة لان الذبابة لا تضع بيوضها إلا بعد أن يكون حجم الثمرة أكبر من ٨ ملم وإن كانت الأعداد كبيرة التوجه عندئذ للرش الوقائي وفي حال كانت الأعداد قليلة علينا بزيادة عدد المصائد بحيث يكون على كل شجرة مصيدة وأشار أن التكاليف عادية جداً إن نفذت على مساحات واسعة ومن المفترض أن تتبناها الدولة ولفت المتني إلى التغيّر المناخي الكبير خلال السنوات الماضية فهو مناخ غير طبيعي سواء بالجفاف الطويل أو المطر الغزير أو الشتاء الدافئ مما يؤدي إلى انفجارات بأعداد الحشرات ومنها الفراشات أو ذبابة الزيتون التي كانت وبائية في السنة الماضية وهذا التغير المناخي يستلزم تغيير أسلحتنا ومنها مكافحة طور العذراء بالتربة حيث تقع الثمرة المصابة على الأرض وتكمل دورة حياتها بالأرض ومن ثم للطيران وهنا يتوجب معالجة الأرض بمادة حيوية وهي أسهل نظرياً إلا أن تطبيقها يفترض على مساحات واسعة لنأخذ الغاية المرجوة من هذه المكافحة، هذه الاستراتيجية متبعة حالياً في إسبانيا وإيطاليا وقدمت هذه المواد للتسجيل والاختبار في البحوث الزراعية وسوف تطبق كتجربة في منطقة ما من طرطوس وإن نجحت وحققت الهدف المطلوب سوف تعمم على مستوى الوزارة. وتحدثت المهندسة ميس ديب من مركز بحوث طرطوس وهي طالبة دراسات عليا: محاضرتي عن الرش الورقي لليوريا والعناصر الصغرى على أشجار الزيتون في محافظة طرطوس وأسباب تدهور إنتاجية شجرة الزيتون في السنوات السابقة، ومن أهم أسباب هذا التدهور هو تدهور خصوبة التربة والانجرافات المائية الكبيرة التي تجرف التربة ومعها العناصر الغذائية والمواد العضوية إضافة إلى قلة عمليات الخدمة من قبل المزارع وتغيير العوامل المناخية إضافة إلى ظاهرة المعاومة ولحل هذه المشاكل على المزارع أن يقوم بتحليل التربة ليتمكن من وضع برنامج تسميد يناسب أرضه لأن التغذية الجيدة لشجرة الزيتون تعطي إنتاجاً وفيراً وتزيد من مقاومة الشجرة للأمراض.
ر بى مقصود