المواطنة ..واجب ومسؤولية

الوحدة 8-8-2022

الوطن مادة محببة لاصقة بالقلب ببصمات لا تمحى، هو أول أرض تتلقف المرء على عتبة الحياة، وهو لمن يسكن فيه ويدافع عنه ويحميه، وليس لمن يحمل جواز سفره أو جنسيته.
لا مواطنة بدون مواطن، المواطنة علاقة بين شخص ومجتمع، يقدم الطرف الأول الولاء، ويقدم الطرف الثاني الإقامة والحماية والتعليم والاستشفاء، وحق استعمال العقل واليد واللسان، وتحقيق مبدأ تكامل الفرص بين جميع المواطنين وضمان حرية الاعتقاد الديني والفكري والحزبي والمشاركة بالترشيح والانتخاب الحر، وهي فعل انتماء ألى بقعة الأرض التي تشكلها الدولة والخضوع للقوانين الصادرة عنها. يجسد على أرض الواقع بمسؤولية يشعر بها كل مواطن بحقوقه وواجباته في وطنه، وليس مصطلحاً للترفيه والتغني به.
المواطنة حس وطني واجب على الجميع وإيمان يعكس الارتباط الوثيق بين الانسان ووطنه الذي يحيا فيه ويدافع عنه بكل قواه ويفديه بروحه، ويفرض على المواطن أن يكون مع الوطن في محنته مثلما كان الوطن معه في سرائه، ويدفعه إلى تطوير مجتمعه والدفاع عنه أمام الملمات، يُعنى بوحدة ترابه والحفاظ على العيش المشترك والمفردات الوطنية الجامعة والمشاركة الحقيقية في شؤونه على مختلف مستوياته ورفع الخلافات والاختلافات بين مكونات المجتمع.
المواطنةالحقيقية تفرض علينا القيام بواجبنا تجاه الوطن، ومن أولى الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسبات شعبه ، والشعب الذي لا يدافع عن وطنه لا يستحق أن يكون له وطن ، والمواطن الذي يستغل ظروف الأزمات ليخالف القوانين والأنظمة ويضرب بها عرض الحائط، وما يترتب على ذلك من تداعيات وآثار سلبية على النظام العام وهيبة الدولة واعتداء غير مباشر على حقوق المواطنين الذين يحترمون القانون.
المواطنة ليست قبعة، وغطاء رأس يضعها هذا الشخص أو ذاك، أو هذه الجهة أو تلك، بل موقف وتضحية وشرف ومسؤولية لا يمكن التملص منها أو ادعاؤها دون تحمل ماتعنيه من المعاني السامية ، فالمواطنة ثقافة وسلوك عام وفي الظروف العادية فإن من واجب المواطن على الدولة حمايته وتأمين ظروف حياته ومعيشته ، أما في الظروف الاستثنائية التي تمثل تحدياً حقيقياً للروح الوطنية والانتماء الوطني وتصبح المواطنة واجباً على المواطن وترجح كفة الواجبات على الحقوق، وحتى الحقوق الشخصية تتحول الى واجب عام، وعلى المواطن أن يتحول إلى عين تحرس الوطن ودم يحميه ويضحي في سبيله.
تشكل الأزمات والتحديات بما تحمله من آلام ونزيف دماء التي تعترض الشعوب امتحاناً لأبنائها ووطنيتهم وحقيقة انتمائهم واختباراً لأصالتهم، لذلك علينا التمسك بالمبادئ والثوابت الوطنية الجامعة وتعزيز وتنمية الشعور بالواجب تجاه الوطن وتعزيز قيم المواطنة والانتماء وتقوية اللحمة الوطنية بين جميع المواطنين الذين يجمعهم وعاء واحد، وهم واحد هو صيانة الوطن وحماية مقدراته.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار