الوحدة : 5-8-2022
من الطبيعي أن يزدهر تقطير ماء الزهر في اللاذقية، فهي محافظة الزهر وحاضنة أشجار الزفير، إذ إن الماء وأزهار الزفير هما المادة الأساسية لماء الزهر الأصلي، وذلك لما تحتوياه من مواد مرة الطعم ذات فوائد كثيرة مركبة إن في الغذاء أو في الدواء، إذ إن المر حكيم كما يقولون، هذا فضلاً عما له من فوائد نفسية، حيث يطرد ماء الزهر الكآبة عن المرء في عصر تزداد فيه مسببات الكآبة والقلق. وكثيراً ما ينصح ببضع قطرات من ماء الزهر للعلاج من عارض صحي عابر، وكثيراً أيضاً ما يتذوق المرء طعماً عطرياً في مآكل ومشارب، فينتبه له بذائقته السليمة. إن طعم ماء الزهر الذي يملأ برائحته الطيبة المكان والأنف واللسان. ويتم تقطير ماء الزهر بأدوات يدوية دقيقة العمل، تسمى الأساسية منها الكلكة، وهي أداة متفوقة على مثيلاتها من الآلات الحديثة. وتمارس هذه المهنة في اللاذقية بعض العائلات لغايات اقتصادية وسياحية معاً. أولئك الذين امتهنوا هذه المهنة منذ القديم واتقنوها وأجادوا في إنتاجها، وقد ورث الأبناء عن آبائهم الاسم والمهنة واستمروا في إنتاج ماء الزهر وتسويقه.
حيدر نعيسة