الوحدة: 4- 8- 2022
جلس قبالة الشّاطئ، ليرى السّماء قد أغرقها البحر، وعلى مقربةٍ: صبيّةٌ تثير العشق بحكاياتٍ من ملامحها. أمّا عيناها ففيها زرقة تختلف! مازال قبالة الشّاطئ، يستمتع بنسمةٍ معلّقةٍ بين السّماء والبحر، ثمّ يلقي نفسه حريقاً يغفو في الماء.
لم يدم حلمه، ليفيق كالدّجاجة التي تخلّت عن ريشها بأكمله لالتقاط حفنة حبوبٍ من يدّ ذلك الذي انتزع الريش وتركها لآلامٍ لا تتوقّف؟!
هكذا نحن، نهوى من يكشف جلدنا، وينفخ في عظمنا كأنّه مزمار!!
لو كان “عروة” في عصرنا هذا، لما بحث عن “عفراء”، ولا “جميل” انتظر “بثينة”، فعفراء لم تمثّل دوراً في (فيلمٍ) يبهر أحد الأثرياء فيضّمها إلى حريمه، أمّا “بثينة” فلم ترقص بملهىً ليليّ، أضواؤه تلفت انتباه من يحب ذلك.
أذكر هدّيتي لزوجتي أثناء عقد القران، وهي ساعة معصمٍ من نوعٍ ذائع الصّيت. ثلاثة وأربعون عاماً وهي مازالت تعمل لم يرض أحدٌ من أبنائي أو بناتي الاحتفاظ بها، لقولهم: الجديد أفضل بألف مرّةٍ حتى ولو كان القديم بشراً يطرّزون للربيع عباءته.
سمير عوض