الوحدة : 4-8-2022
تحلّ ذكرى رحيل موسيقيّ اللاذقية الأول ورائدها الموسيقار محمود عجّان السادسة عشرة، ونحن نستذكر بصماته الموسيقية التي تركت أثراً كبيراً في تطوير الموسيقى والفنّ، فهو أحد أعمدة الأدب والفكر والفنّ ممن أسهموا في تطوير مجتمعاتهم وتنميتها، وأول من أدخل النوتة الموسيقية. ابن اللاذقية الذي ولد عام ١٩١٦ نشأ وترعرع في أسرة تهوى الموسيقى، فأحبّها منذ الصغر وشُغف بها وزاولها، فكانت موهبته الفطرية التي اشتغل على تحسينها، وبدأ بالتأليف في سنّ مبكرة، فأبدع وبرع.. أسس النادي الموسيقي في اللاذقية، وعمل مدرّساً للموسيقى في مدارسها، وألقى عشرات المحاضرات،كما شارك في مهرجانات عربية وعالمية وكُرّم فيها، كمشاركته في مهرجان الشبيبة العالمي بموسكو، ومعهد تشايكوفسكي للموسيقى حيث قدم قطعة موسيقية على آلة الكمان لاقت أصداءً رائعة هناك. كذلك ترك محمود عجان بصمة إبداعية خاصة به في الوطن العربي كله من خلال مشاركاته الهامة والمؤثرة في الموسيقى العربية، حيث كان أول المشاركين في مهرجان الأغنية العربية الأول الذي دعا له اتحاد إذاعات الدول العربية. بدورها وزارة الثقافة السورية آنذاك منحته عدداً من الأوسمة والميداليات وكرّمته بتصوير فيلم وثائقي يمجّد أعماله وإنجازاته الموسيقية..وكان الراحل الكبير قد أثرى المكتبة الموسيقية بجمعه الألحان العربية التراثية، وتأليفه كتاباً عن الموسيقى النظرية وكل ما يخصّها، وكتاب “تراثنا الموسيقي” وهو عبارة عن دراسة في الدور والصيغ الآلية العربية لحناً وقالباً، كما عمل على تأليف كتاب عن الإيقاع وفلسفته، وكتاب (الليل والعين) في التراث الموسيقي والشعري. أما مؤلفاته الموسيقية فأكثر من أن تحصى، خص فيها قوالب التراث من “سماعيات ولونغا”، كذلك اهتم بالأناشيد الوطنية والقومية ولحّن منها عدداً وفيراً وعنده غير ذلك “مسرحية غنائية”، ومقطوعات مختلفة.تميز كما يلقّبه موسيقيو عصره ب(قيثارة اللاذقية) بأسلوبه المتميز والبارع في العزف والتأليف والتلحين الآلي والغنائي، وبسمعته ورقّيه وأخلاقه العليا التي تركت أثراً عظيماً في نفس كل من التقاه. الفنان والموسيقي محمود عجان ترك آثاره الخالدة التي سيذكره فيها كل المشتغلين بالفن والموسيقى في اللاذقية وسواها. بعد رحيله كُرّم بتسمية إحدى قاعات دار الأسد في اللاذقية باسمه، وتسمية معهد للموسيقى أيضاً باسمه.
ريم جبيلي