الوحدة : 3-8-2022
صيفاً .. أزمات فَقْد المياه متشابهة في جميع المناطق، لكن هناك حالات خاصّة متفرّدة تتجلّى بوجود المياه والعطش بآنٍ معاً، كما هو الحال في منطقة الدريكيش وقُراها، فيبدو أن المياه هناك وُجدت للفرجة والتمتع بشكلها فقط، ولن نتحدّث عن ينابيع المدينة ومياهها الهاربة ليلاً ونهاراً إلى الوديان لأنها تُراث وعنوان عريض للدريكيش، والجميع (يعلم) أنّ الشبكات قديمة متهالكة بحاجة إلى تجديد، إضافة إلى التوسّع العمراني الهائل الذي طرأ على المدينة وأريافها بزمن قياسي، وتغذية ذلك التوسّع بشبكات حديثة يتطلّب ميزانية ضخمة، وخاصّة مشروع جرّ المياه من سد الدريكيش الصالح للشرب وإيصالها إلى الخزّانات التجميعية لتغذية القرى ذات الطبيعة الجبلية، وهذا بحاجة إلى دراسات وخطط تناسب طبيعة السد والقرى الجغرافية.
ومن خلال كل هذه المبرّرات المشروعة، فقد آن الأوان لكي تخرج المدينة وأريافها من بوتقة شح المياه، ووضع دراسة متكاملة تنفيذية لحلّ هذه القضية التي تؤرّق الناس منذ عشرات السنين.
وعبر استطلاع من أهالي القرى حول سبل تأمين المياه، تلخّص بأن القرى المجاورة للمدينة تأتيهم كل خمسة أيام، وحسب شبع الآخرين وبداية الخطوط، وبهذه الأوقات الحارّة تتضاعف كمية الاستهلاك جداً لدى الجميع، أمّا الخزانات على الأسطح على الغالب هي بحجم خمسة براميل، كما هو متعارف وهذه الأحجام لا تفي بالغرض سوى ليوم أو أكثر بقليل، وحتى لو تم شراء خزّان آخر، فهذا أمر أشدّ صعوبة على الغالبية لأن سعره ناطح المليون ل.س، ووقت وجود المياه لا يسمح بتعبئة بالكاد خزّان واحد نظراً لتعطّش الجميع، فتلجأ العائلات إلى التقنين القسري والهروب من ممارسة الأمور التي تطلب صرف المياه، مع العلم أن معظمهم يستقبلون ضيوفاً وأبناء وافدين بقصد السياحة والاستجمام مما يزيد الطين بلّة ويضع ثقل آخر على كاهل المواطنين، لذلك من الضروري قيام مؤسسة مياه طرطوس والموارد المائية بإنهاء هذا الوضع، لأنه يتفاقم على كاهل الأهالي والمؤسسات عام بعد آخر، والقيام برصد ميزانية تسمح بتطوير الشبكة القديمة، وإنشاء خطوط جر من سد الدريكيش.
سليمان حسين