بنــــاة أرضنــــا الطيبـــــة.. بالفطــــرة

العدد: 9326

3-4-2019

 

 

العدد: 9326

3-4-2019

 

عملت أيادينا تخريباً وتشويهاً وتنكيلاً في أمنا الأرض ليتوارى عنا بهاؤها، ويشحّ خيرها وماؤه،ا وقد اجتاحها المُّصنع والملون، لنقعد ملومين محسوري الصحة والنور، وجمال الحياة بحكمة.شباب جمعية بناة الأرض الطيبة لم يستكينوا للأمر، وفرغوا للبحث عن حلول فقالوا: نحن بناة الأرض الطيبة، تعاهدنا أن نكون إيجابيين رغم الظروف التي نعيشها، أن نجعل المحبة اللا مشروطة شعارنا رغم الأحقاد التي حولنا، ونحن متأكدون من انتصار الخير، وسنكون السكان الذين يستحقون أن يعيشوا فوق الأرض بعد موت الشرور، وبعد انحسار الطوفان، أهدافنا التي تقوم على نشر الوعي البيئي والغذائي والتنموي، والتأكيد أن سورية هي مركز الحضارة القادمة وبوابة الدخول إلى النور والحكمة.

د. زهوات منلا رئيسة جمعية بناة الأرض الطيبة أشارت بداية إلى الفوضى في الأسواق والمولات بما هبّ ودبّ من مصنعات غذائية أحالت عنا الصحة لابتعادها عن المحاصيل الموسمية والطبيعية. 

جمعية وفريق الأرض الطيبة نتاجا أسرة طواف، نعلم أن الإنسان بثلاثة تقاسيم: الجسد والفكر والروح (إنك جسم صغير تمشي على الأرض)، ومنه انطلقنا فقدمنا علم التغذية للجسد، وعلم التنمية للفكر وعلم الطاقة للروح ونفتخر بعد 17 سنة على وجودنا على أرض الواقع صارت لدينا أسرة ضخمة من طلابنا خريجي دوراتنا ومعتنقي التوازن الغذائي والتنموي والروحي، ليتجمعوا بفريق جمعية الأرض الطيبة وهي نحن، نؤمن بأن الأرض الطيبة شعارها بناء البشر قبل الحجر، ونؤمن بأن أقصر طريق للتوازن هو الرجوع للفطرة، في كل شيء، وكانت محاضرتي الأخيرة عن المصالحة مع الذات والآخرين، والتي تبدأ بالمصالحة مع أمنا الأرض التي نأكل منها بشكل فطري وجمعي ليكون توجهاً مشتركاً واحتراماً ووعياً جمعياً وأي أرض، بلاد الشام سرة العالم، ومركز الكون، يجب أن نشعر بأهميتنا نحن سكان بلاد الشام، بأننا نحمل رسالة معرفية ضخمة جداً، مزروعة في جيناتنا، ممتدة منذ عشرات الآلاف من السنين، لدينا رسالة للبشرية لا يمكن تغيير العالم إذا لم تتغير بلاد الشام، ولأجل ذلك كانت الهجمة الشرسة على بلاد الشام، البلد لها خصائص رهيبة، هي المركز الذي فيه طاقة النماء وطاقة التوازن بدرجة قصوى، نحن فريق نظمنا أكلنا، ورجعنا للفطرة، ونظمنا حياتنا وتنميتنا البشرية مع الآخرين وذاتنا، نظمنا حياتنا الروحية مع ذاتنا والإله بشكل متوازن، نظمنا الداخل لنخرج إلى المجتمع ليس لجمع مساعدات مادية، بل فريقنا يعتني بنشر الوعي الثقافي والمعرفي وتقديم محاضرات في التغذية والطاقة والبرمجة والتنمية البشرية، فريقنا وصل إلى المدارس والمستشفيات والجمعيات وغيرها..
أعضاء الفريق دائمو التطور المعرفي بقراءة الكتب والخضوع لدورات، هم من آكلي الطعام الصحي، لا هرمونات فيه ولا سكريات، يأكلون الخضار بمواسمها ويقللون من اللحوم، وهذه الطريقة انعكست على طريقة تفكيرهم ومشاعرهم وحتى أعمالهم، ولديه مقولة للتعرف على من حوله (قل لي ماذا تأكل أقل لك من أنت)، كل سنة نسعى فيها بأهداف جديدة، أطلقنا هذا العام هدف العالمية، وقد بدأت بوادر النجاح تظهر، ليكون لنا أصدقاء في مختلف أنحاء العالم، وهم من بلدنا، ترجموا مقالاتنا للغة البلد التي يتوجدون فيها، ونضيفهم لبصمتنا السورية لينشروا الوعي الكوني حول الكرة الأرضية بأن سورية مهد الحضارة وهي بلاد الشمس والنور التي حكى عنها باللغة السنسكريتية منذ 6 آلاف سنة قبل الميلاد، والعالم يتغير انطلاقاً من سورية، وما حصل فيها يدل على ولادة فجر جديد كما في علم الطاقة، حان الأوان لولادة فجر وعي سوري يلف حول العالم، والسوري هو من سيغير العالم.
نشاطات شبكتنا مع مديرية الزراعة وجامعة تشرين وجمعيات مثل: النحالين، كبارنا، رعاية الطفولة، موزاييك، ووصلنا إلى بانياس وجبلة وحتى ريف دمشق،
نقوم برحلات بيئية دائمة للفريق شرط إحضار طعام نباتي صحي، وتصوير المنطقة والإضاءة عليها كسياحة، وبالإضافة للمشي في الغابات وممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق وتمرين التنفس الجماعي والأكل الجماعي وجلسة التأمل الجماعي نختم بها رحلتنا.
بعض أعضاء الفريق
لما منلا: منذ تأسيس الفريق عملنا دورات تغذية وبرمجة وطاقة وكانت أول تجربة مشروعنا على فتيات الأرض الطيبة استهدف فتيات من عمر (6-16) سنة اشتغلت معهن على المستوى النفسي، وطرحنا مفهوم الهوية والانتماء وواجباتنا وحقوقنا في المجتمع وكان غيرها لرفيقاتي من الناحية الجمالية والفنية والرياضية وأعتبره أنجح مشروع قمنا به واليوم اتجه الفريق نحو الزراعة العضوية، وشغلي نفسي بحسب دراستي إذ أني أحضر للدكتوراه (سكان وتنمية – اقتصاد).
× رؤى منصور، معلمة: أوجه نصائحي لطلابي في المدرسة منذ أربع سنوات، وهم نقلوها لبيوتهم وأهلهم، طلابي امتنعوا عما يباع في ندوة المدرسة ليحضروا معهم فطورهم الصحي لنأكله جماعة في آخر 10 دقائق من الحصة الثانية والفرصة، نأخذ السندويش مع خيارة أو جزرة بدلاً من الكولا، وأحضر معي المزيد للذي نسي منهم، ونحن نأكل أشرح لهم فوائد الأكل الصحي والفطور بهذه السندويشة التي تحضرها الأم بمحبة، والطلاب أحبّوا الفكرة والأهل أيضاً، فهم يتواصلون معي ويشكرونني، حتى الصبيان الذين هم دائماً متذمرون ولا يقتنعون بسهولة وأحدهم يقول لي: آنستي أنا شريكك بالأكل الصحي، وعملنا حملة داخل المدرسة بالنسبة للشيبس التي تحتاج لاستمرارية ومزيد من العمل لتكون عادة وفيها الفائدة وشاركت بمحاضرات في الجمعية السورية للتنمية لنقل التوعية الصحية والغذائية لشريحة كبيرة من نساء بانياس.
× ضحى عجيل مدربة تغذية: توجهت بعملي لتقديم بعض الخدمات لأفراد جمعية البر والخدمات الاجتماعية قسم النساء باعتبار الأم عماد الأسرة والمربية لتكون بوعي وفكر أوسع لنشر الغذاء الصحي والاهتمام بصحتهن وهن الكبيرات بالسن، المرأة هي العنصر الأقوى والأنشط في البيت، وكانت لنا زيارات إليها في المناطق الزراعية مع مشرفين، زرنا القطيلبية وعين البيضا وغيرها لتنشيط الزراعة العضوية، وأوجدنا لهن أسواقاً لتصريف المنتجات في سوق الهال، وأيضاً في المركز طواف، بدأت بتطبيق نظام الأكل الصحي مع زوجي وعائلتي ونشرته للأهل، منعت السكر والزيوت المهدرجة، فلا أستخدم غير زيت الزيتون والسمسم، وسكريات الفاكهة الطبيعية، وقد تعود الأولاد عليها، وقضينا على الأمراض والأدوية التي تتوفر في الأعشاب الطبيعية ليكون البيت هادئاً والأطفال بصحة أوفر وأنصح كل أم أن تكون كذلك، تبدأ بنفسها ليقلدها الأطفال، أنا وزوجي إلى اليوم لم نشتك من أمراض الضغط أو السكري أو غيرها والحمد لله.
× آلاء خريجة معلم صف مشرف تربوي بالمركز الوطني للمتميزين: كنت مع بناة الأرض الطيبة منذ بدايتها، وفريقها مميز بكل شيء، يهتم بالإنسان بكليته جسده وفكره وروحه فيه دائماً شيء جديد، الصداقة تربطني مع طلابي ليتقبلوا بعض النصائح مثل: ابتعدوا عن السكر والمصنعات، ولاحظت أن معظمهم تجاوب ولديه الرغبة مع أنهم يقضون وقتهم على النت والموبايلات، وأنا متطوعة أيضاً في الأمانة السورية للتنمية، وقدمت ورشات بعلم التغذية للشباب (موظفون وجامعيون وبعض السيدات) وكشفت لهم عن العولمة الغذائية المنتشرة فكانت بمثابة توعية وعلاج، وأحب أن أشير إلى ما وصلنا إليه في بيتنا، إذ لا سكر فيه والضيف الذي يحل علينا يدفعنا أمره للنزول إلى الشارع لشراء السكر، نحن نحلّي بالدبس وكلّ شيء بالبيت صحي.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار