إلى مــتى يبقــى المرضــــى فريســـــة لتضــــارب مصالــــح الأطبــــاء؟

العدد: 9326

3-4-2019

مصائب قوم عند قوم فوائد حقيقية نلمسها بشكل يومي ولكن الأمر الغريب أن يسعى البعض إلى استمرارية المصائب لدى الغير كي تستمر المنفعة والفائدة لهم، أما مبرر هذا الكلام وتفاصيله على أرض الواقع فهو ذلك التناقض الذي يصل إلى حد العداء ما بين أطباء الصحة وأخصائي التغذية أو أخصائي الطب البديل، وهنا لا نتحدث عن الطب الشعبي أو العلاج بالأعشاب وما شابه وإنما عن جانب علمي وصحي وتخصصي وعلى جانب كبير من الأهمية حيث يؤكد أخصائيو التغذية أن المعدة بيت الداء وأن الحمية أصل العلاج وأن العلاج كثيراً ما يكمن في الغذاء وأن من النظام الغذائي ما يقي من الإصابة في بعض الأمراض أو يكون سبباً في الإصابة في مرض ما.

تضارب مصالح
وعلى أرض الواقع نجد أن الأطباء من ذوي الاختصاص يلجؤون مباشرة إلى الأدوية الكيماوية أو العمليات الجراحية، ولا يتوقفون نهائياً عند نوعية الأغذية الواجب اعتمادها أو تجنبها من قبل المريض، في حال تجرأ المريض وسألهم في هذا الاتجاه يشيحون بأبصارهم وكأن المريض يتحدث عن ترهات أو خرافات، وقد أكدت لنا إحدى السيدات أنها استشارت طبيب العظام الذي أجرى لها العمل الجراحي عن نوعية الأغذية الغنية بالكالسيوم وما إذا كانت ضرورية بالنسبة لها أكد لها عدم الجدوى وأن الغذاء لا يقدم ولا يؤخر في بعض المراحل العمرية ونصحها بعدم الانجرار وراء نصائح ما يطلق عليهم خبراء التغذية وفي الوقت ذاته أكدت أنها بعد اعتمادها على حصص معينة من القمح المبرعم والتزمت بنظام غذائي لمست تحسناً واضحاً في آلام المفاصل والسؤال هنا: هل يسعى أطباء الصحة إلى حالة من التأرجح يعاني منها المريض لاسيما المرض العضال بحيث أن المريض لا يموت ولا يبرأ منه، وفي الحالتين سيخسرون مصدر رزقهم من المريض، والحالة الأنسب لهم أن يستمر المريض ما بين العلاج والانتظار وهكذا يراجعهم بصورة دائمة ويستجر الدواء بشكل دائم وتستمر حالات الازدحام في عياداتهم وهذا هو هدفهم.
وبالمقابل نجد أن أخصائيّ التغذية أيضاً يسارعون إلى وصم الأدوية الكيميائية بأنها سامة وأن ضررها أكثر من نفعها وأن الغذاء يمكنه أن يحقق العلاج وصولاً إلى الشفاء ولا شك أن كلامهم هذا فيه الكثير من المغالاة والمبالغة، والحقيقة أنه يجب الجمع ما بين الطرفين ومن خلال تشاور وبحث وتنسيق دائم ما بين أطباء الصحة وخبراء التغذية وصولاً إلى صيغة برنامج علاج يحقق الفائدة المرجوة للمريض وعدم تركه فريسة لتطرف أحد الطرفين سعياً وراء الربح المادي، صحة المريض يفترض أنها الغاية والهدف الذي يسعى إليه أطباء الصحة وخبراء التغذية ويحدث ذلك إذا ما اتفقوا معاً على أهمية هذا الهدف وتركوا التنازع على المريض والسعي إلى مزيد من الربح والتشهير كل طرف بالآخر وكأنهما خصمان في ساحة صراع.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار