الوحدة: 26- 7- 2022
مجرد أن يتم ذكر الكهرباء وواقعها المزري في أي حديث من أحاديثنا حتى يستاء الجميع ويتم مهاجمة كل المسؤولين عن هذا القطاع سراً وعلناً، حيث ساهم تراجع قطاع الكهرباء وتوقفه في أحيان كثيرة بتوقف عجلة الحياة وتطورها وتوقف غالبية الأعمال، وجميع من استقصينا آراءهم من مدينة وريف القرداحة أكدوا أن الكهرباء عصب الحياة ومحركها الأساسي في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والزراعية والصناعية، وقد أشارت السيدة جوى اسماعيل من قرية المعلقة إلى وضع الكهرباء السيئ في قريتهم حيث تأتي الكهرباء نصف ساعة كل خمس ساعات ونصف يتخللها قطع ووصل، وقالت: لانلحق خلالها شحن بطاريات الإنارة ولا الهواتف، أما عن الأدوات الكهربائية فقد أصبحت معطلة نظراً للقطع والوصل ضمن التقنين، تعطلت ونسينا وجودها فما الجدوى منها لربع أو نصف ساعة كل خمس ساعات ونصف، والأسوأ من ذلك مزروعاتنا التي أعطيناها الكثير من الوقت والجهد والاهتمام فقد يبست لأننا نعتمد في سقايتها على الآبار ولايوجد كهرباء لتشغيل هذه الآبار، نطالب بتحسين واقع الكهرباء في محافظتنا أسوة ببقية المحافظات.
فيما أشارت الآنسة رجاء سعيد من قرية بطارين أنهم كغيرهم في هذا الريف لا يرون الكهرباء إلا كزائر خفيف لايستطيعون خلاله إنجاز أي عمل، مؤكدة أن ما يؤلم أكثر هو حال الطلاب حيث الكهرباء عصب حياتهم وأكثرهم يذهب إلى المقاهي لإنهاء برامجهم ودروسهم، كذلك تأمين المياه مرتبط بتوفر الكهرباء، كل متطلبات الحياة العصرية تشترط توفر الكهرباء، ونتساءل لماذا يتم معاملة محافظتنا بهذا السوء متساءلة أهو سوء تخطيط أم سوء تدبير؟ هل الكهرباء هي المعضلة الصعبة التي لا يمكن حلها؟! ألهذا الحد أصبحنا عاجزين؟ فتقنين الكهرباء الجائر مشكلتنا على مدار العام صيفاً شتاء ولابد من حل لهذا الوضع المأساوي مؤكدة أننا شعب يتنفس الصعداء يا وزارة الكهرباء وكل أبناء المحافظة يريدون حلاً منطقياً ينصف الجميع.
السيد حسين كامل من المدينة أكد أن هذا الوضع لايطاق وأن كل الأعمال توقفت، لاعمل ولا إنتاج في أي مجال كان لازراعي ولا صناعي ولا مهني، وضع الكهرباء أحبطنا وأعادنا إلى الوراء مئة سنة، فيما لفت السيد نعيم ديوب مستغرباً إلى المشاريع التي يتم تنفيذها هنا وهناك دون جدوى ترجى منها متسائلاً أما كان الأجدر بالمخططين والمنفذين لعمار هذا البلد العمل أولاً على قطاع الكهرباء وصيانته وإنعاشه وتوجيه كل القدرات الموجودة بين الأيادي لينتعش وينعكس إيجاباً على كافة القطاعات الباقية.
نخجل القول إن كأس الماء البارد صار حلماً فالبراد معطل منذ زمن نتيجة فصل ووصل الكهرباء، وصار الحمام في الشتاء حلماً، هل من المعقول أن تصبح أحلامنا بسيطة لهذه الدرجة وهي من أحق حقوقنا؟ وأكدت السيدة منى أسعد أن كل الأدوات الكهربائية في المنزل أصبحت مجرد ديكور وكأنها أدوات زينة لا غير، حيث أكثرها تعطل نتيجة عدم انتظام الكهرباء وترددها في الأوقات النادرة التي تأتي فيها ولا قدرة لنا على إصلاحها، والباقي لا فائدة ترجى من تشغيلها في هذه الدقائق القليلة التي تنورنا بقدومها ولا ينجز أي عمل خلالها.
سناء ديب