المربية والشاعرة عايدة بليدي : الجيل الجديد يحتاج إلى صياغة أفكار هادفة لاستثمارها

الوحدة:24-7-2022

عندما تجتمع الموهبة مع الإرادة وحب العمل وإتقانه بشكل علمي ومنهجي يتجلى العطاء والإبداع بأبهى صوره ، وحوار  ” الوحدة ” اليوم مع شخصية استمدت التميز من موهبتها واستلهمت من تجربتيٍّ الأمومة والتعليم أسلوبها المميز في التعامل مع الأطفال.فهي تتمتع بشخصية مؤثرة وإيجابية مع محيطها، وهذه الشخصية تنطلق من موهبتها وتجربتها وإحساسها الخاص بأهمية الرعاية الشاملة والتعامل السليم مع الأطفال واليافعين من التلامذة والطلبة لاستثمار طاقاتهم ومهاراتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالمتعة والفائدة في آن معاً. إنها المربية عايدة بليدي، مدَرّسة و سفيرة سلام ، شاعرة وكاتبة و مديرة العلاقات العامة في الملتقى السوري للثقافة.

* عن تجربتها في مجال المسرح المدرسي ومشاركاتها في النشاطات والفعاليات الموجهة للطفولة وكذلك عن تجربتها الشعرية، كان للوحدة اللقاء الآتي معها :

– كيف يمكننا تفعيل دور الأدب والفن في تنمية مهارات ومعارف أطفالنا، خاصة بما يخص مدارسنا وتطوير مناهجها لتواكب طفل العصر بمداركه ومهاراته الواسعة؟

كوني أعمل مدرّسة، فإن التعليم بالنسبة لي هو نوع من التفاعل وعلاقة تأثر وتأثير بين الطفل وأم له في المدرسة  – بيته الثاني -والتفاعل يجدي نفعاً بشكل أفضل عن طريق النشاط، اللعب والتعلم  ومحاكاة الدروس بأسلوب القصة المشوقة أو الغناء أو التمثيل على مسرح الصف أو خارجه، وهذا كله يشكل حافزاً  بالنسبة للأطفال للإبداع وصقل مواهبهم بطرق تربوية هادفة.

– ما مساهماتك في مجال المسرح المدرسي والفعاليات الطفولية ؟

شاركت بدورات مركزية على مستوى القطر : فنون، موسيقا، فنون شعبية ، إخراج ومسرح،وهذه المشاركات زادت من خبرتي في مجال كتابة القصة، والعروض المسرحية، الغناء الشعري.. وخاصة للأطفال، فالعمل معهم  يسعدني وينسيني تعبي عندما أرى الإصرار في عيونهم  والبسمة على وجوههم البريئة.. إنهم أملنا  ومستقبلنا.

ومن العروض المسرحية التي قدمتها : تأليف و إخراج و تدريب غناء شعري لأعمال فنية هي ( الوطن أغلى،  أطفال سورية،راجع يا سورية،  سورية ترابك غالي، الشهيد).

– وماذا عن نتاجك الشعري ونشاطاتك القادمة في مجاله؟

كوني عضواً في الملتقى السوري للثقافة وجمعية أغافي بإدارة الشاعرة القديرة وديعة درويش –  لها كل الشكر والاحترام – أقوم بنشاطات متنوعة، منها فقرة في ربوع بلادي، وهمسات دافئة،  تصوير وكتابة برامج أسبوعية، وتدريب المشاركين وتنمية مهاراتهم،  فعندما يمسك المتعلم طرف السنارة نعلمه كيف يصطاد في بحر الأدب والثقافة والعوم رغم الظروف الصعبة في ميادين الفكر أيضاً إلى شاطئ الإبداع والتميز  ليحقق هدفه، وهذا يمنحه طاقة إيجابية وتفكير سليم.

أحضر حالياً لديوان شعري، وهو قيد الطباعة. وكذلك مجموعة قصصية  ولدي نشاطات جديدة في جمعية أغافي  والملتقى السوري للثقافة والمدرسة التي أعلم بها ، و في نقابة المعلمين  ومسابقات الرواد..

– ما رأيك بما يقدم للطفل على صعيد الأدب والمسرح والنشاطات الفنية الأخرى؟

في هذا المجال، يجب التركيز على مواهب الأطفال والشباب على صعيد الأدب والمسرح وتشجيعهم على القراءة وحضور  جلسات الشعر والأدب والنقد والتفاعل  وتمكين لغتهم وصقلها بالإبداع  والموهبة.. رغم الظروف الصعبة كالوضع المادي وقلة المواصلات وعدم وجود جهة راعية أو مؤسسة تدعم نشاطهم مادية ومعنوية.  فالأكثرية من النتاجات الأدبية والفنية الموجهة لهذه الفئة الهامة في المجتمع  – للأسف – تعتمد على القوالب الجاهزة من غناء وعروض  من الانترنت  وهذا يحد من الإبداع… فالتقليد والاتكاليةعقدة أمام  اعتمادهم على قدراتهم وثقتهم بأنفسهم  ولو وجد تعاون لعاد المردود على النتاج الفني والأدبي بشكل أفضل، فالجيل الجديد يحتاج إلى صياغة أفكار هادفة  لأنهم يمتلكون خيالاً واسعاً وطاقة يمكن استغلالها  بتنمية مواهبهم  وملء وقت فراغهم  بما يدعم العملية التربوية وحثهم على القراءة وتمكين اللغة وحضور الفعاليات الثقافية.

– كلمة أخيرة للمربين والقائمين على ثقافة الطفل وتربيته؟.

أقول للمربين والعاملين على ثقافة الطفل : أطفالنا أمانة.. واجبنا أن نعلمهم  ونرشدهم وننمي مواهبهم  ليحققوا أعلى المراتب والتفوق ، فهم أساس وغاية ومنطلق الحياة، وهم السرور  وبهجة الدنياوعماد الوطن.

 

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار