الوحدة 23-7-2022
برسومات جميلة وألوان زاهية للفنان التشكيلي المبدع رامز حاج حسين، ومضمون هادف للأديب الكبير د. موفق أبو طوق، نطالع قصة جميلة حملت عنوان : ” الذبابة المغرورة ” . وهي عبارة عن حوار بين شخصيتين متناقضتين تمثلان الخير والشر… الفائدة والأذى.. العمل والكسل.. حوارية بين النحلة التي تقدم ثمار عملها للآخرين وبين الذبابة التي تحمل الأذى بين جنباتها وتنقل الأمراض والأوبئة لمن يحيط بها، ناهيك عن التطفل والإزعاج الذي تسببه للإنسان والبيئة من حولها.
القصة اعتمدت الأسلوب الحواري المبسط ليعطي المعلومة والمعرفة للطفل بأسلوب محبب و بعيد عن المباشرة والوعظ والنصائح المنفرة.. فقد استخدم الكاتب لغة علمية سهلة أبانت للطفل مدى أهمية العمل لدى مملكة النحل ودورها البيئي والعلاجي الذي تؤديه بكل إخلاص وتفان، وفي الجانب الآخر أظهرت بمفردات مبسطة مدى الأذى والضرر الذي تلحقه جماعات الذباب بالبيئة والإنسان فهي حاضنة للأمراض وناقلة للأوبئة ومزعجة للجميع..
حوارية جميلة اعتمدها الكاتب د. أبو طوق لتبيان التناقض بين مجتمع النحل بعمله وفائدته ودوره الإيجابي وبين جماعات الذباب بضررها وإزعاجاتها ودورها السلبي في بيئتها المحيطة.
وهذه القصة – كما غيرها من القصص الموجهة للأطفال للكاتب الكبير د. موفق أبو طوق – تهدف إلى تنمية الحس الذوقي والجمالي عند الصغار وزرع قيم تربوية وإنسانية لديهم . حيث ركز الأديب الطبيب موفق أبو طوق في قصته هذه “الذبابة المغرورة” على قيمة التواضع في حياة الناس وعاقبة الغرور وأهمية مساعدة الآخرين. كما أشار إلى النهاية الحتمية بالاندثار والفناء لكل من يسلك طريق الشر ويتبع التصرفات الطائشة في أفعاله وسلوكه دون مراعاة الآخرين.. وهذا ما انتهت إليه الذبابة المغرورة جراء سلوكها المؤذي والمزعج لمن حولها، حيث حولتها ضربة الطفل الذي قامت بإزعاجه مراراً وتكراراً إلى أشلاء متناثرة.. بينما تابعت النحلة النشيطة دورة عملها المفيد متنقلة من زهرة إلى زهرة لتجني رحيقها وتحوله بمهارة إلى عسل فيه دواء وشفاء لكل من يطلبه…
يذكر أن القصة صادرة عن مديرية منشورات الطفل في هيئة الكتاب التي تصدر للأطفال بشكل شهري مجلة أسامة لليافعين، ومجلة شامة للأطفال، وسلسلتي مكتبة الأطفال الشهرية في القصة والرسم والألوان و”شخصيات وأعلام” وجميعها تهدف إلى تثقيف الطفل وتوعيته من خلال معلومة تقدم بأسلوب تربوي وتعليمي.
والجدير بالذكر أن الكاتب: د. موفق أبو طوق، من مواليد حماة 1950 ويحمل إجازة في طب الأسنان وجراحتها من جامعة دمشق. وهو مشارك في اتحاد الصحفيين في سورية، وعضو جمعية أدب الأطفال. ومن مؤلفاته : وللأسنان عالمها الخاص – الرحلة الطويلة – الهجوم الكبير – اعترافات علاء الدين – مروان والألوان – الورد يبتسم دائماً – يوميات دموع.
فدوى مقوص