نوافذٌ.. من ماءٍ وظلالٍ

الوحدة:20-7-2022

لكلّ نافذةٍ عينان تطلّ بهما، فكيف إذا كان وراء تلك النّافذة فتاة تشرق بين لحظةٍ وأخرى؟!

بيت نوافذه كثيرةٌ، فهو باقةٌ تنفتح أوراق أزهارها على كُلّ المشاهد، وكم كان يبهرني عددها في البيت الّذي أمرُّ بجواره كُلّ يومٍ، إلى أن صرتُ أراها في الأشياء، في أمواج البحر وأغصان الأشجار، أراها في الغيوم.. أليست الغيوم نوافذ لأمطارها؟

أليست الدُّروب نوافذ للمغادرين والقادمين في تناغمٍ فريدٍ بين وقع الأقدام وخفقات الأفئدة؟ أبقى في سؤال يوميٍّ: كم بقي من نوافذ خطّ الأفق بعد أن غادرته، كم هي في قوس قُزحٍ يُصرُّ على المجيء ولو بلونٍ واحدٍ بعد أن كدت أنسى النّظر في المرآة؟!

يستمرُّ السّؤال عن البيوت ونوافذها الخاوية من أهلها وأيضاً تلك الّتي تسبح وحدها ولا بيوت لها؟

ثم يكتمل ذلك السّؤال عن مسافرٍ حمل نافذته ومضى؟!

يمرُّ العمر وتتضاءل النّوافذ في صدري، ولم أعدْ أكترث بشرفات المنازل – على العكس تماماً – فقد زادت طمأنينتي على منزل الصّمت الّذي لا يملّ انتظاري، إنه لقبر.. أليس القبر من دون نوافذ؟

سمير عوض

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار