الشرف..

العـــــدد 9324

الإثنـــــين 1 نيســـان 2019

كثير من أبناء هذا الوطن الرائع قد أدى الخدمة الإلزامية وقد تعدى الأمر في بعض الأحيان للخدمتين الاحتياطية والدورات التدريبية التي شهدنا مثالاً لها في هذه الحرب وبقية الحروب على مرّ تاريخ سورية المشرف والتي استهدفت بالدرجة الأولى الإنسان السوري الخلوق الغيور على وطنه وشرفه وعرضه، هو السوري المعروف بمبادئه وقيمه المتجذرة في التاريخ هو المقاتل الشديد الذي سطر النصر بدمه وعرقه وتضحيته مراراً وعاش تفاصيل الحروب التي مرت على وطنه وقد علّم جيداً أن الحرب ليست نزهة بل هي جسر يشيد عليه النصر المؤزر، كغيري من الكثيرين الذين أدّوا هذا الواجب المقدس ولثمان سنوات مضت كنت أعي هذا الشيء وكانت تفاصيل عملنا كقوات مسلحة تدافع عن الحياة حياة الإنسان والوطن تضرب ساقها في الأرض وتنتشر أخبار انتصاراتها اليومية كالنار في الهشيم جنباً إلى جنب مع القادة بكل أصنافهم السياسية واللوجستية، بين هذه التفاصيل كان يراودني سؤال قد طويته في ذاكرتي لمدة طويلة لكنها الحرب لم تنته بعد فالعدو لن يدخر جهداً ولا فرصة لينقض عليك وخاصة بعد استنفاذه كل أدواته ومخططاته التي باءت بالفشل في هزيمة السوري، كنت أتمنى أن أتوجه بالسؤال لفئة المحاربين على صفحات التواصل الاجتماعي دون أخذهم بالاعتبار أن أهم مؤازرة يتلقاها المقاتل هو رفع الحالة المعنوية وهو دور جداً مهم ولا يقل شأناً عن الحرب الميدانية، لكن في كل مرة كنت أرى أن الغلبة تتحدث عن الصعوبات ولكي لا ننسى أن هذا جزء من الحرب الإعلامية لكن وللأسف كان هناك البعض ممن ساهموا سلبياً في الحالة المعنوية للمقاتل.
بكل الأحوال من أدى دوره ومن يؤديه الآن قام بواجبه وقدم تضحيات سيذكرها التاريخ بأحرف من نور وهذا حق وواجب والكثير من المقاتلين ونتيجة وعيهم وحكمة القيادة لم يعطوا بالاً لكل ما نشر هنا وهناك على لسان المهزومين بالفطرة، لأن المقاتل يعرف أن الحرب ليست كلمات إنما أفعال على الجبهات، مع قناعته التامة بأن لا فصل بين المقاتل الذي يحمل سلاحه في الميدان والمقاتل على كل جبهات المواجهة إعلاماً وتنمية وإنتاجاً وتوعية وبمقدار ما يكون أداء الجميع متماهياً يكون النصر أقرب.
اليوم عدنا إلى ميدان الحياة العامة بعد أداء فروض الوطن العسكرية وهناك إخوة لنا لن ننساهم، لن ننسى من هم تحت التراب الذين ببطولاتهم نحيا اليوم كرامة وعزة، لن توفي الكلمات لإخوة لنا خسروا أجزاء من أجسادهم في مدماك الوطن، وسنبقى نشد على أيدي تحتضن السلاح لاستكمال النصر.
إلى هؤلاء القديسين إلى الوطنيين إلى القيادة الحكيمة إلى رمز الوطن السيد الرئيس بشار الأسد كل المحبة والتقدير، فأنتم الشرف.

علي الشيباني

تصفح المزيد..
آخر الأخبار