العـــــدد 9323
الأحـــــــــــد31 آذار 2019
جاء في لسان العرب لابن منظور من الجانب اللغوي للتخييل وقد يقال للسحاب الخال وتخيلت السماء أي تغيمت، يقال خيلت السحابة إذا غامت ولم تمطر، والمخيلة موضع الخيل، وهو الظن كالمضنة وهي السحابة الخليقة بالمطر والخال البرق، وأخالت الناقة إذا كان في ضرعها لبن والخال الرجل السميح يشتبه بالغيم والخيال خيال الطائر يرتفع في السماء فينظر إلى ظل نفسه فيرى إنه صيد فينقض عليه وتخيل الشيء له تشبه والتخييل الوهم..
نعم صدق ابن منظور في تحليله، وقد اشتق كل تلك الاشتقاقات من الجذر اللغوي للفعل الثلاثي المجرد خال، خيل على وزن فعل.
ومن معانيه أيضاً الظن، والاعتقاد والخيال، ولربما أعطى معنى الوهم حين يبتعد المتخيل عن أحد أوجه الحقيقة أو الواقع، ولعل الأدباء يستخدمون الكلمة للتعبير عن التخييل وكذلك المخيلة.
يقول القرطاجني: والمخيل هو الكلام الذي تذغن له النفس فتنبسط لأمور وتنقبض عن أمور من غير فكر واختيار وبالجملة تنفعل له انفعالاً نفسانياً غير فكري سواء كان المقول مصدقاً به أو غير مصدق به فإن كونه مصدقاً كونه غير مخيل او غير مخيل فإنه قد يصدق لقول من الأقوال ولا ينفعل عنه فإن قيل مرة أخرى أو على هيئة أخرى انفعلت النفس عنه طاعة للتخيل لا للتصديق فكثيراً ما يؤثر الانفعال ولا تمسّ تصديقاً وربما كان المتيقن كذبه متخيل وإن كانت محاكاة الشيء لغيره تحرك النفس وهو صادق والقول الصادق إذا حرف عن العادة والحق به شيء تستأنس به النفس فربما أفاد التصديق والتخييل معا وربما شغل التخييل عن الالتفات إلى التصديق والشعورية..
إن المخيل يملك سطوته وتأثيره على نفس ووجدان المتلقي، وكونه خيالاً مصدقاً أو غير مصدق لا يؤثر في قوته، بل لربما كان لهذا تأثيره الأقوى كما يشير إليه القرطاجني.
والقوة هنا تمارس على النفس والروح باعتبار المخيل قادراً على السيطرة على الجانب الروحي والنفسي لدى المتلقي وليس الجانب الفكري أو العقلي للقارئ.
خالد عارف حاج عثمان