الوحدة : 1-7-2022
مع دخول أشهر الصيف حيز التطبيق لمعاني السياحة والاستجمام، بدأت الأفكار المتشعّبة بالتردّد تراود مخيلات الكثيرين من مُحبي الصيف وألوانه وطُقوسه الجميلة، يتخلّلها حسرة وحرقة على أحلام وردية قد تحترق عبر طُرق الوصول إلى شواطئ شعبية رملية مُباحة للتمتع بأجواء السياحة وممارسة فنون السباحة ورياضتها الممتعة، والهروب من أمواج التقنين وفقْد المياه ونسيان ما أمكن من ضغوط المعيشة التي دمّرت كامل المشاريع العائلية التي تنتظر بشغف عودة جزء يسير من مجريات أيام وردية كانت تُمارس خلالها أبسط رحلات الفرح الصيفي عبر سفر برّي (متوفر) آنذاك للوصول إلى شواطئ رملية مجانية في رأس البسيط وما
حوله، وأم الطيور ووادي قنديل وغيرهم، لكن مع الأسف ففي هذه الأيام الضاغطة ليس بمقدور تلك الفئة تنفيذ حتى فكرة الوصول إلى هناك بسبب ضغط وسائل النقل وشحّ الموارد والمصاريف على المقدّرات اليومية لأغلب العائلات، فعمليات التوفير مهما اشتد خناقها لم تكف آجار شاليه صغير خاص لعدة أيام صيفية يتخلّلها حساب التكلفة الحقيقية من طعام ومشاريب وأدوات تسلية أسعارها صفير طويل ونبش في جيوب خاوية، فيا ضيفنا لو زرتنا لما وجدتنا، فنحن أهل هذه المطارح والمقاصد حتّمت علينا الظروف خصومة مؤقّتة لتلك الزيارات، وهذا العام نحن بحكم المحرومين تماماً من استضافة أو زيارة سنوية معهودة، وإذا حدثت فهي لقلّة قليلة أوضاعها المادية قابلة لتحمّل تلك الأعباء بحذر شديد لعدّة أيام، سيتم حينها تقاسم رغيف الخبز المكبّل بالبطاقة الذكية ومقدّرات الحصص اليومية، وإلّا الرجوع إلى أسواق الخبز السياحي وأسعاره الأكثر سياحة، عداك عن مصاريف جانبية غير موجودة على قائمة الحسابات اليومية ورفاهيتها وهذا ضمن الشاليهات الخاصّة، وشاطئ البسيط هو الوحيد الذي يمكن أن يلبّي بعض الطموحات والمشاريع السياحية الصغيرة . شواطئ البسيط العمّالية جاهزة لاحتضان الزوّار ضمن هذا الشاطئ الرملي الممتع كان لا بُد من المرور على القطعة الأكثر شعبية وهي شاليهات البسيط العمّالية، التي تحتضن كامل متمّمات السياحة وخدماتها، حيث يُعد هذا المكان درّة السياحة الشاطئية الرملية المفتوحة، وخير من يعطينا فكرة عن هذا الشاطئ هو السيد باسل القصير مدير عام دور الراحة العمّالية، مؤكداً: أن شاطئ البسيط هو على أهبة الاستعداد التام لاستقبال كافة الزوار مهما كانت أوضاعهم وتحديداً ذوي الدخل المحدود من عمّال ومحبي السباحة من عامّة الشعب، وأوضح السيد القصير أن عمّال الدور يعملون بشكل دائم على تأمين أسباب الراحة للجميع من خلال تنظيف الشاطئ وتأهيل المرافق العامة من طُرق وحدائق وملاعب أطفال بالإضافة إلى المطاعم والكافيتريات، وكل ذلك بتوجيه ومتابعة من قبل السيد جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، لإعطاء الدور العمّالية حقها الطبيعي والجاهزية الكاملة لاستقبال الموسم السياحي المنتظر، والعمل على إعادة رونق السياحة لأهم المعالم الشاطئية، خاصّة أن هذا المكان هو الموطن الأخير القادر على استقبال كافة طبقات المجتمع وأهمها الطبقة العمالية وأصحاب الدخل المحدود . شاطئ البدروسية الشعبي وروّاده الضيوف من وسط شاطئ البسيط وإلى الشمال قليلاً، حيث الشاطئ الشعبي الأكثر ضجيجاً، شاطئ البدروسية الذي يُعد قطعة حلبية خالصة، هنا ومن خلال الدخول في بعض تفاصيل تلك الشاليهات الشعبية، حيث للوهلة الأولى تظن أنك بأحد أسواق حلب الشهيرة في شارع التلل أو في باب الفرج، الّلكنة الحلبية المحبّبة تسيطر على المكان، هنا قُدّر للبعض أن يكونوا ضيوفاً دائمين صيفاً شتاءً بعد أن طالت قراهم ومدنهم يد الإرهاب البغيض فعاثت فساداً وأنهت هناك كل أشكال الحياة ومظاهرها المجتمعية. وللحديث عن ماهية تلك الإقامة والخدمات التي تُقدّم لهم كان (لصحيفة الوحدة) دردشة مع السيد نبيل شيخ أحمد رئيس بلدية البسيط، حيث أوضح : أن البدروسية هي منطقة مأهولة في جميع الأوقات، فهي تضمّ نسبة كبيرة من الضيوف القادم أغلبهم من مدينة حلب، البعض منهم لديه ملكية قديمة لبعض الشاليهات الخاصّة والبعض الآخر موجود بحكم الإيجار، حيث تُقدم لهم البلدية كافة الخدمات من عمليات نظافة وترحيل قمامة، كما قامت بتفصيل صهريج لخدمة المواطنين لتأمين المياه المقيّدة بأوقات التقنين يعود ريعه لخزينة البلدية، إضافة لإجراء صيانات متعدّدة لمفاصل تلك المنطقة كتسوية الطرق وعمليات شاملة لتنظيف الشاطئ الذي من أجله كان وجودهم، وهو شاطئ رملي يناسب كافة الأعمار لممارسة هواية السباحة مجّاناً، كما أنّه يشكل مجالاً مفتوحاً لممارسة هواية صيد الأسماك للمساعدة في تأمين مدخول إضافي يعيل بعضهم على مجريات الحياة وتقلّبات الأسعار صعوداً، مع مطالبات حثيثة بتسيير رحلات يومية لباصات النقل الداخلي للمساعدة في الوصول إلى هناك في ظل الضغط الكبير على مواد الطاقة وتعثر عمليات النقل العام بسبب نقص المازوت والبنزين مما يشكّل ضغطاً آخر على روّاد السياحة.
سليمان حسين