الأمثال العربية والشعبية.. نشأتها ومدلولاتها

الوحدة : 30-6-2022

ألقى الشاعر محمد شمّة محاضرة في مركز ثقافي جبلة بعنوان : (الأمثال الشعبية نشأتها و مدلولاتها ) بيّن خلالها أنّ المثل جملة من القول تُشتهر، فتنقل، كما وردت فيه، إلى كلّ ما يصحُّ قصدُه وربطه به، من غير تغيير يلحقه، فيلفظ كما ورد في الأصل.

وللمثل، في المعاجم، دلالات معينة، كما ذكر المحاضر منها : الحديث، التمثيل، الصفة، الخبر عن الشيء، العبرة، التشبيه، التنظير والحجة القول السائر بين الناس..

ورأى المحاضر أنّ قيمة الأمثال في المجتمع كالمرآةِ الصادقة لحضارةِ شعب وتفكيره، ومناحي فلسفته ومُثله الأخلاقية والاجتماعية، وهي صوتُ الشعب وعبقريته، وللأمثال وظائفُ عدة، منها وظيفة تربوية، فهي خلاصة تجربة إنسانية، تساهم في تهذيب الأجيال، وتقويم الأخلاق، وإرشاد الناس إلى الطريق المستقيم، و رُبّ مثل يفعل في الناس ما تعجز عنه محاضراتٌ في الأخلاق والمُثل العليا، وما يقصر عنه كتاب خاص في التهذيب الاجتماعي، والتوعية الأخلاقية، فقد قالوا: المثل ما قال شيئاً كذباً.

وللأمثال كذلك وظيفة جمالية وترفيهية تزيينية للكلام، أشبه بالمحاورة الطريفة، (قلّو: بتعرفو، قلّو: بعرفو، قلّو: عاشرتو قلّو: لا قلّو : ما بتعرفو).

أيضاً للأمثال وظيفة وطنية تربط ماضي شعبٍ بحاضره، فهي جزءٌ من التراث، والمثل، في هذا، مستودعٌ لذكرى وبطولة، أو قصة عن الأجداد، أو جزءٌ من التاريخ، فمعظم الأمثال جاءت عن قصةٍ حدثت، ولذلك نقول: لكلّ مثل قصة: خُفا حنين، جزاء سنمّار، مواعيد عرقوب…

وللأمثال العربية خاصةً الشعبية العامة عند القرويين قوانين لا تُخطئ، يلجؤون إليها لدعم حججهم وردّ حجج غيرهم، فهي الحكَم وفصلُ الخطاب في نقاشاتهم وحواراتهم.

واستعرضَ المحاضرُ نشأةَ الأمثال ومصادرها، من التجربة الإنسانية، بكلّ تفاصيلها التي وصلت إلى الناس شعراً ونثراً، عبر جَناحيّ اللغة العربية، المتميزة بخصائصها، والتي حافظ عليها القرآنُ الكريم، بلغته الساحرة، وإعجازه، ومن ثمّ إقبال الشعراء والكتّاب العرب على تدبيج أشعارِهم وخطبهم وأبحاثهم وجلّ أدبهم، وقد اهتمّ العربُ بتدوين هذه الأمثال، كاهتمامِهم بتدوين أدبهم وتراثهم، ومنها ما أُخذ مع تحريفِ بعض الكلمات، فمثلاً (عَقد بساطك مدّ رجليك) مأخوذ من قول الشاعر : وفي طبعي السماحة، غير أني على قدر الكساءِ مددتُ رجلي، وهذه الأمثال تمتاز بالإيجاز، كما أنّ الأشعارَ التي جرت مجرى الأمثال كثيرة، يحفظها ويردّدها الناس : ( لا تقل أصلي وفصلي، إنما فصلُ الفتى ما قد حَصل).

وعرّج المحاضر على الأمثال الشعبية والعامية والعربية الفصحى، مُنوّهاً بضرورة استخدامِها لأغراض إيجابية لا سلبية، تخدم مصلحة الفرد فقط.

 

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار