الوحدة 28-6-2022
حسني البورظان (نهاد قلعي الخربوطلي/ 1928 – 1993)، من منكم لم يتابعه في مسلسل (صح النوم) أو (حمام الهنا)أو (مقالب غوّار)، مع عشرات الأفلام السينمائية، التي كتبها وقامَ ببطولتها، مع نصفه الفني الآخر دريد لحام؟ ابنته المهندسة المدنية مها نهاد خربوطلي تحدّثت عن تفاصيل حياته وحياة أسرته، قائلة: كنا نقطن في بيروت بالإيجار، وكذلك في دمشق كان بيتنا بالإيجار.
حين زارته النجمة ناديا لطفي، في لبنان، وحينها كان حسين رياض قد توفي في مصر، قالت للمنتجين (حجيبلكم) بديل لحسين رياض، يُشبهه في الشكل، وموهوب جداً، وعرضتُ عليه في بيروت الأجر الذي يريده، لكي يذهب إلى مصر ويعمل في السينما، لكنه رفض، من أجل ألا يترك زميلَ مشواره الفني دريد لحام… كان يقبض آجراً على دوره في مسرحية غربة (أبو ريشة) 400 ل.س باليوم، بسبب الحاجة… ثنائية (دريد ونهاد) انتهت بعد عرض مسرحية غربة.
لم يكنْ عندنا تلفزيون بالبيت، إلىأنْ وصلت لصف البكالوريا … أَحبَّ والدي (مرايا ياسر العظمة)، وكان يقول عنها إنها كوميديا جيدة وهادفة… أحبَّ مسلسل رأفت الهجان، وأعاد مشاهدته عشرات المرات.. وَجّه محمد مندور وزير ثقافة الجمهورية المتحدة، أيامَ الوحدة، بأنْ يتمّ إنشاء مسرح قومي في سورية، وأوكل المهمة لوالدي… أخي (بشار) كان وحيدَه، وتوفي قبلَ أنْ ينجبَ أيَّ حفيد له… والدي كان يريد لي فرع الصيدلة، وأنا كنت أحب (ر.ف.ك)، لكن 80 علامة زيادة، حصلتُ عليها بالبكالوريا جعلتني أدخل الهندسة المدنية، رغماً عني… الرئيس الراحل حافظ الأسد أعطاه راتب مخرج ممتاز/ بوزارة الثقافة، وكان الراتب 4500 ل.س.
كان لوالدي سرعة بديهة، وروح النكتة النادرة الحاضرة في كلّ لحظة، وكان كل يوم يحكي لنا طرائف من اختراعه… وكان كتوماً لا يحكي لنا عن مشاكله ومعاناته… كان مدخناً من الدرجة ممتازة، ويشعل السيجارة من السيجارة، ويستهلك 5 علب دخان بالنهار، ومن أفخر أنواع التبوغ…. كان يحبّ البوظة كثيراً، وطلب في آخر يوم بحياته (كيلو بوظة)، وأكلها كلها… والدتي (نبيهة عنتبلي)، كانتْ من أصل تركي، درست دار معلمات، وحين تزوجوا كان والدي ووالدتي بسن ال 23 سنة. وحين يتشاجران، كان العتب والحوار يتمّ بالرسائل، تضع له رسالة في جيبه، وهو يردّ عليها برسالة.
كما كانت تغار عليه من الممثلات، وتحديداً من ناديا لطفي وصباح.. أوصى حين يموت أنْ نضعَه في البرّاد لمدة 48 ساعة، لأنه سمع قصة من عمّهِ، أنه هناك ناس (بتفيقْ بعد ما تندفنْ)… حين مشتْ جنازته، في شوارع دمشق، وأثناء انصراف طلبة المدارس، تجمهروا حول السيارة وشاركوا بالجنازة بالبكاء.. له في السينما 24 فيلماً كمؤلف وممثل، و7 مسلسلات، أشهرها صح النوم، وحمام الهنا ومقالب غوار، وفي المسرح 11 مسرحية، أشهرها ضيعة تشرين، ومسرحية غربة.
جورج شويط