ضمن سلسلة أطفالنا – علوم.. ” زهرة الأقحوان ” جديد إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب

الوحدة 27-6-2022  

 

عن وزارة الثقافة، الهيئة العامة السورية للكتاب – مديرية منشورات الطفل، وضمن سلسلة أطفالنا ( علوم للعدد ٢٩٨ – حزيران ٢٠٢٢)، صدرت للكاتبة رنا مجارسة قصة  بعنوان “زهرة الأقحوان”، مزينة برسوم الفنان عبد الوهاب الرجولة.

تميل القصة بمضمونها إلى الجانب العلمي والفوائد العظيمة التي تقدمها المملكة النباتية لعالمنا، وهي توجز هذه المعلومات بعبارات سهلة، ولغة فيها الكثير من الجمال والتشويق من خلال الاعتماد على الحوار الجميل المتبادل بين نحلتين وزهرة بحبكة مبسطة بين هذه الشخصيات لتحقيق  أهداف العمل القصصي، وأهمها إيصال المعلومة والفائدة بطريقة بعيدة كل البعد عن أسلوب التلقين والمباشرة في حشو هذه المعلومات بذهن القارىء الطفل. هي قصة متكاملة بين شخصياتها، من حيث تكامل الأدوار بين مكونات الطبيعة ( مملكة النحل) بنشاطها وعملها الدؤوب، و ( مملكة النبات – زهرة الأقحوان) بدورها البيئي والجمالي وفوائدها الجمّة التي تقدمها للعالم من حولها.

هذا الحوار الجميل يتجسد من خلال حب الاطلاع والمعرفة عند الصديقتين ” زونة ولونا”، وهما من مملكة النحل التي لطالما عرفت بالنشاط والمشاركة في العمل لإنتاج العسل اللذيذ والمفيد، وذلك بالاعتماد على رحيق الأزهار التي تصادفها وتصادقها كنوع من التآلف والتشارك بين مكونات الطبيعة لتعم الفائدة على الجميع.

بدأت القصة برحلة الصديقتين لاكتشاف حديقة مجاورة لتتعرفا على الأزهار الجميلة ولتأخذا منها ما تحتاجان إليه من الرحيق، وهذا ما حط بهما قرب زهرة صفراء شديدة الجمال وهي زهرة الأقحوان، حيث يدور الحوار من خلال الأسئلة الاطلاعية للنحلتين الصديقتين عن اسم الزهرة وأماكن زراعتها وظروف نموها وكذلك عن فوائدها. أما الإجابة فهي على لسان زهرة الأقحوان التي تسرد بلغة علمية مبسطة حاجتها لضوء الشمس والهواء والرعاية لتنمو بشكلها الجميل الآخاذ، ولتقدم الكثير من الفوائد الطبية والجمالية لهذا الكون. وهي تتكامل معهما لإنتاج العسل الذي يستفيد منه الإنسان أيضاً. وانتهى الحوار بعبارات الشكر والوداع الجميلة بين النحلتين وزهرة الأقحوان من خلال التأكيد على أهمية التعاون فيما بينهن والاتفاق على العودة في اليوم التالي لخوض مغامرة جديدة والتعرف على زهرة أخرى جميلة في تلك الحديقة البهية.

لقد استطاعت الكاتبة أن تجعل من قصتها رحلة في ربوع الطبيعة وتشرح بوضوح أهمية كل مكون من مكوناتها ودوره في تكامل وظائفه مع الآخرين، والآلية التي يقوم من خلالها بعمله المفيد للبيئة والإنسان ، وكل ذلك بأسلوب حواري جذاب وممتع وبلغة علمية سهلة غايتها تقريب المعلومة إلى ذهن الطفل دون الحاجة لحفظها واسترجاعها بطريقة البصم. وهي بهذه الطريقة لم تعتمد الجانب العلمي فقط، بل أدخلت إلى مضمون قصتها بعض القيم الاجتماعية الهامة، ومنها : قيمة العمل الجماعي والتعاون والتشاركية الفعالة، وكذلك أهمية الصداقة كركن جوهري في متابعة الحياة الاجتماعية السليمة بين مكونات المجتمع والطبيعة.

الجدير بالذكر أن الهيئة العامة السورية للكتاب تهدف في مضمونها وتوجهها إلى بناء ركيزة أساسية في شخصية الطفل والوقوف على قدراته الإبداعية والسعي لصقلها من خلال تقديم النتاجات الأدبية الهادفة وترسيخ ثقافة القراءة التي تساهم في تكوين شخصيته بشكل سليم ومتكامل.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار