بتوقيت دمشق”.. إصدار جديد للأديب مخلوف مخلوف

الوحدة 27-6-2022   

 

صدرت حديثاً رواية بعنوان “بتوقيت دمشق” للأديب الروائي مخلوف مخلوف وهي الرواية الثالثة له. “بتوقيت دمشق” رواية ترصد حركة الزمن، حركة المكان، حركة الناس، والأحداث عبر أزمنة ثلاثة، هي سيرة ذاتية ربما لكاتبها .. الذي عاصر تلك الأحداث فكان المصور والموثق لأحداث وقعت معه، أو أمام عينيه، ما يعني أنها أقرب إلى السيرة الذاتية بكل واقعيتها والتصاقها بالواقع المعاش والأحداث، وبكل مصداقيتها وصدقيتها. الزمن الأول: دمشق عاصمة الضوء والحب والحياة في أجمل تجلياتها وتمظهراتها.. دمشق التي لا تنام.. السهرات التي لا تنتهي إلا بانسحاب القمر.. ونوم النجوم في أحضان قاسيون.. صخب الحياة بكل عناوينها ومستوياتها ومرتكزاتها الوجودية والجمالية.. الزمن الثاني: دمشق والحرائق التي تطوقها من كل الجهات.. الحرب التي تجهد لقتل الحياة وإخماد الضوء ومصادرة الهواء.. دمشق أعمدة الدخان في كل مكان.. الدم الذي يسيل صباح مساء.. دمشق الخراب الذي يحاول أن يقيم له حضارة الموت.. دمشق القتل الذي يتنقل في الشوارع والساحات.. السيارات المفخخة التي تهاجم حتى المدارس والمشافي والبيوت الآمنة البعيدة.. الزمن الثالث: دمشق التي تخرج من تحت الرماد والركام والحطام.. الطفلة التي شوهت وجهها ومزقت طفولتها حرب الأبالسة.. الحرائق وأعمدة الدخان.. دمشق التي لم تضمد جراح الحرب الملعونة القذرة.. حتى وجدت نفسها في حرب لا تقل شراسة وقذارة وخطراً.. الكورونا.. زمن الكورونا ..الذي غيّر نمط العيش في كل بقاع الأرض.. وغيّر طبيعة العلاقات والسلوكيات الاجتماعية والثقافية والإنسانية.. بتوقيت دمشق.. ربما كانت من أهم ما كُتِب عن الحرب الكونية على سورية.. سيما في عاصمتها دمشق.. اعتمد الكاتب لغة عصرية نابضة بالحياة.. لغة حية صادمة بالمعنى الإيجابي والإبداعي.. هذا بالإضافة إلى تقانة فنية روائية بعيدة عن السردية الحشوية.. ما يعني لغة مكثفة مجانبة الخوض في التفاصيل الرتيبة المملة.. شخصياتها حية وحقيقية وليست متخيلة.. وكذلك أحداثها.. بتوقيت دمشق..وثيقة هامة لأحداث وقعت..ودماء سالت..ووثيقة لعلاقات ودودة ومحبة.. ستبصم عميقاً وإلى أمد طويل في ذاكرة قرائها..من المفكرين والمهتمين وعشاق الفن الروائي الأدبي الراقي.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار