على حواف الطريق.. قد تلتقي بضالتك

الوحدة 27-6-2022
 
ثياب خجلة وجزادين وأدوات كهربائية وبلاستيك وخردوات وغيرها منشورة على طول الرصيف بلا ملاقط ولا تربيط، وقد تناثرت في طرقات ومفارق وعتبات سرافيس، وترى أهلها في جلبة وحلبة البيع بلا منادين، ولها ناسها و لكل حبة فول كيالها).
هو ما أكده في حديثه لنا السيد أبو جمال في العقد السادس حيث قال: لهذه البضاعة ناسها كما للسوق والعبارات الأجنبية ناسها، فهنا الفقراء والمساكين، يجدون عندنا ما يناسبهم من أطقم وهندام كامل وبمقاس وأسعار تناسب معاشات المتقاعدين والمتقاعسين عن سبل الحياة ليكون لهم فيها كساء المعيشة وستر الحال، حيث يمرّ على هذا الرصيف أناس بأشكال وألوان منهم من يرمق بضاعتنا نظرة قرف واحتقار، ومنهم من ينظر لها بإعجاب لننزل عند رغبته ويكون له الطلب مستجاباً، والحمد لله وبالتوفيق.
received 702384107529261 3f4b0
ويردّ رفيقه على جبهة المعيشة والمعاش (أبو سوسن)، وبقلب من حديد تعبره ابتسامة مجلجلة على محياه: هذه الثياب كانت لأشخاص سعداء، لكن الزمان في دوران (يوم لك ويوم عليك) لقد أفرغت خزانة البيت بعد زواج الأولاد، وأتيت بها على هذا الرصيف لأعتاش منها مع أم العيال، وغيري يأتي بها من سوق الجمعة والبالات، والحمد لله أرى فيها بعض الرزق ولو لم يكن وفيراً، فما إن تنجذب أعين أحد المارة حتى أعلقه بها، ولا أتركه دون أن يحمل منها شيئاً، فأنا أجملها في نظره كما الفتاة في سن الزواج، وإني أرخص في أسعارها إلى ما يريد ولا أخجله أو أرده خائباً في طلبه، وله عندي نصيب ولو دفع القليل، فذلك هو رصيدي مع تسلية اليوم بعيداً عن (نق) الزوجة طوال النهار فأكون سعيداَ بشرط أن لا تأتي البلدية علينا لنستعجل في لمها بأكياس وصرات، وينقطع عنا وريد الحياة فليس لديهم شغل غير الجري وراء الناس البسطاء.
وأبو سمير على يمينه، لديه من الخردوات والأدوات التي يصبها على الرصيف بأوزان ثقيلة فيها الماكينات نسأل: هل جميعها تعمل؟ فيرد أنت وحظك يمكنك أن تجرب في أي محل قريب ولكن الكهرباء مقطوعة ومن أين تأتي بها هل من البيت كما رفيقك؟
فيرد: إنها (تعفير) من شراء وتجوال من شغل الصبية في الأحياء ولمها من الناس المستورين، لدينا الخلاطات والمكواة وفرد المثقب والدهان والمفكات، وكل ما يمكن أن يخطر في البال وأسعارها زهيدة مقارنة بالأسواق والرفقة على الرصيف ممتعة ومسلية ولا نمل خاصة إذا نحن أمامنا زبون بوجه كئيب وتنقصه الخبرة والتجربة.
فسرعان ما تنقشع عنه بلادته، ويفرح بما فاز من عدة وتجهيزات ليبدأ الشغل بها لأيام قادمات (ولنقول أجمعين: كافيها الله). 
هدى سلوم
تصفح المزيد..
آخر الأخبار