الوحدة 27-6-2022
الأغنياء يملكون كل شيء، والفقراء يشترون كل شيء، ماعدا الموت الذي يقدم لهم بسخاء، ومجاناً، كان يقول حكيم قريتنا أبو علي شحادة، والذي وصل في حرب جمال السفاح إلى ترعة مصر، كان يقول: الأغنياء يهربون في الحروب، الأغنياء أوطانهم جيوبهم.
الفقراء يموتون في الحروب والمجاعات الأغنياء لا يجوعون، الفقراء ينامون في البراري وعلى الأرصفة وتحت الجسور، وفوق ضفاف الأنهار والرمال. وهنيئاً لكم موتكم الطيب والرخيص أيها السادة الفقراء!
ولكن، عندما تنحني إرادة البشر لمصدر الأذى، سرعان ما تتوفر الأدوات المناسبة للشر. الكساندر بوب ما بين حرب وحرب يزداد انحناء الإرادة لمصدر الأذى. ما بين عقد وآخر، يكثر الأذى، وتتبدل طبائع البشر، يقولون: في العصور القديمة، كانت بعض الإرادات تظل منتصبة ولا تنحني، وبعضها كان يزداد انحناءً فتميل إلى الأذى والشر بسبب الجهل، والتخلف، والعصبيات.
ويقولون: في عصرنا تقدم العلم وتطور العقل، وكثرت أدوات الرفاه.. إذاً ! لماذا يتسارع انحناء الإرادات بين الأفراد والشعوب؟ لماذا تفننت هذه الإرادات بتطوير وتنويع صناعة أدوات القتل والتدمير والأذى والخراب؟!
ما الذي جنيناه عن طريق هذه الأدوات، سوى المزيد من الدمار ؟المزيد من القتل ؟ المزيد من الخراب، والمزيد من القبور، والمقابر؟! سيد بوب لا أظن أن أحداً ما من أبناء جلدتك سيصغي إليك، لو جئت الآن، راجلاً، أو على صهوة حصان أبيض.. الإرادات تنحني لمصدر الأذى .. وأدوات الشر متوفرة وجاهزة على امتداد ما تحت السماء. ولي وطن آليت ألا أبيعه وأن لا أرى غيري له الدهر مالكاً.
بديع صقور