ندوة علمية للرابطة السورية لأطباء الجراحة العصبية تحت شعار : ” نحو جراحة عمود فقري آمنة “
الوحدة:26-6-2022
في لقاء مع الدكتور هيثم محمد علي، رئيس شعبة الجراحة العصبية في مشفى تشرين العسكري تحدث عن محاضرة قدمها تتمحور حول طريقة اتخاذ القرار العلاجي في مشاكل العمود الفقري تحديداً تماشياً مع عنوان الندوة العلمية، لافتاً إلى أن الفريق الطبي في مشفى تشرين العسكري يعتمدون معايير عالمية، مرشدات علاجية، لايخرج القرار عنها. وأضاف: فيما يخص الجراحة العصبية، لدينا نمطان من الاجتماعات الأسبوعية، اجتماع يخص العمود الفقري باسم الجلسة العصبية المشتركة مابين أطباء الداخلية العصبية والجراحة العصبية، والثاني: يخص الأورام بكل مواقعها بالعمود الفقري والدماغ باجتماع الجراحة العصبية والأمراض العصبية والأشعة والتشريح المرضي وأي اختصاص آخر له علاقة كأطباء الغدد الصم والأذنية وما له علاقة بالحالة المدروسة. بذلك نسعى لاتخاذ القرار الجماعي لأنه الأفضل من حيث الدقة والأمان في اتخاذ القرارات، ونتمنى أن يكون في ذلك تحريض لكل المؤسسات العلمية الطبية لتحذو حذونا باتباع المرشدات العلاجية في اتخاذ القرارات الطبية.
وحول خصوصية مشفى تشرين العسكري بدمشق خلال الحرب على سورية وماقدمه من سرعة استجابة باستقباله لآلاف الإصابات الحربية وغيرها، أوضح: بفترة الحرب لاشك تراجعت العمليات الباردة وازدادت عمليات جروح المرامي النارية في الدماغ والجسم ككل، بالحقيقة ازدادت خبرتنا كثيراً كفريق في مشفى تشرين العسكري بدمشق، مع أن معظم المشافي ازدادت خبرتها في التعامل مع جروح المرامي الحربية، لكن بمشفى تشرين العسكري كانت تأتينا كافة الحالات، حتى المختلطة منها، وغير الناجحة والمؤجلة كلها، وعلينا تدبيرها، للأسف ليس لدينا توثيق للحالات أو إحصاء لما قمنا به، ربما لأننا كنا نعمل بأولوية إنقاذ حياة المرضى المصابين.. وبالنسبة للجراحة العصبية هي جراحة دقيقة، فجراح العصبية كأنه يعمل في حقل ألغام، غير مسموح له بأي خطأ لأنه سيؤدي إلى أذية بمنطقة الدماغ تخرب عضواً بالجسم مقابلها.
من جهته، رأى الدكتور طرفة بغدادي رئيس قسم الجراحة العصبية في مشفى دمشق : أن الندوة العلمية الطبية تعطي نظرة بانورامية على واقع الجراحة العصبية في سورية، وبذلك نحقق فوائد تبادل الخبرات العلمية الحقيقية وليس النظريات، والتحفيز للارتقاء بالمسار العلمي العملي للجراحة العصبية، وبمشاركتنا واجتماعنا نبلور رؤية مشتركة. وقال: لازلنا في سورية نقوم بجراحة عصبية للدماغ والعمود الفقري والأعصاب المحيطية، ولانجري جراحة عصبية تخصصية.
خلال متابعتي للندوة بحثت بين الجراحين عن طبيبة اختصاص جراحة عصبية لأكتشف حتى تاريخه لا يوجد في سورية طبيبة تمارس هذا الاختصاص، وحول السبب أجاب : سبب غياب الطبيبات عن هذا الاختصاص لأن فيه شدة نفسية ومسؤولية كبيرة مع خطورة ودقة وتركيز عال ، ومع ذلك مؤخراً بدأ الإقبال من الطبيبات لدخول هذا الاختصاص، ويوجد حالياً طبيبة مقيمة في مشفى المجتهد تختص جراحة عصبية، مع مانشهده من ازدياد عدد المقبولين بالجراحة العصبية بشكل أكبر من السابق، وشارك معنا بالندوة نحو 30 طبيباً مقيماً من القطاعات الصحية.وختم د. بغدادي بأن الندوات العلمية تحمل رسالة للداخل والخارج تؤكد قوة وقدرة الإنسان السوري في مواجهة ظروف الحرب على سورية و تداعياتها باستمرار إعادة بناء الإنسان رغم كل المعوقات.
الدكتور علي الرجب من محافظة الرقة دخل اختصاص جراحة عصبية لأنه نادر وقابل للتطوير، وشجعه أكثر ليكون ثالث جراح عصبية في محافظته، وأشار إلى معاناة وصول الأدوات والأجهزة المساعدة لعمله في الرقة، فهو يقوم بالعمليات لكن البعض منها لاتجرى إلا بالمجهر والتنظير فيقوم بتحويلها إلى أساتذته في دمشق.
الدكتور هاني المنياوي عاد من فرنسا بعد عمل سنوات طويلة، ليكون من الأسماء اللامعة في الجراحة العصبية بدمشق وقدم محاضرة بعنوان ( الجديد في اختلال النخاع الرقبي ) مستعرضاً أحدث التطورات التي حدثت خلال السنوات العشر الأخيرة لمعالجتها. وانتقد استخدام تعبير (الجراحة العصبية) فيما الصواب أن يقال (جراحة الجملة العصبية) والتعامل معها دقيق وحساس. وأشار إلى أن أمراض الجهاز العصبي تقسم إلى قسمين: قسم يعالج بالأدوية عن طريق طبيب أخصائي أمراض أعصاب (صرع، احتشاء، باركنسون، وغيرها)، أما العمل الجراحي للنخاع الشوكي والدماغ ، فهنا يتدخل جراح الأعصاب، وبذلك يحدث التكامل بين طبيب الأعصاب وجراح العصبية، وعند فشل العلاج المحافظ يلجأ المريض للجراحة، ومع وجود أدوات وأجهزة مساعدة ويد ماهرة للجراحة ينجح العمل الجراحي.
وللوقاية أو تأخير المرض قدر الإمكان نصح د. المنياوي بممارسة الرياضة ومنها السباحة والحفاظ على الوزن مع اعتماد أسلوب حياة يومي يعتمد النشاط الحركي البدني، والامتناع عن التدخين.
الدكتور حكمت جلال تجاوز والده ” طبيب أمراض عصبية” ليدخل جراحة عصبية كمتدرب في مشفى تشرين العسكري بين عامي 2010 و2016.
وبمرحلة تدريبه المتزامن مع الحرب على سورية واستقبال آلاف حالات الإصابة الحربية، قام بإجراء عمليات وحالات صعبة واستفاد بتقوية شخصيته كجراح، و زادت الثقة بالنفس بسبب اتخاذ قرار سريع وتدخل جراحي إسعافي، ومتابعة حالات كثيرة ومتنوعة، حالياً يعمل مشرفاً في مشفى المواساة.
الدكتور عمار الضرف اختصاص جراحة عصبية بالدماغ في المشفى الوطني باللاذقية، قدم محاضرة عرض فيها عدة حالات نادرة ونوعية لعمليات جراحية أجراها، ورأى أن الندوة ممتازة لتبادل الخبرات العملية وللتعارف والمشاركة.
كما قدم محمد كيلاني من شركة الرضوان عرضاً تناول كل ماهو جديد من مواد الاستجدال في جراحة العمود الفقري.
وعلى هامش الندوة عرضت شركة الرضوان معدات وأدوات فيما يخص الجراحة العصبية والعظمية، فلدى الشركة فروع في المحافظات تحاول مواكبة كل ماهو جديد من ادوات ومعدات وأجهزة طبية وفق إمكانات شركة حديثة العهد بمجال توريد وتسويق الأدوات الطبية وظل سوق يشهد منافسة بين الشركات.
وداد إبراهيم