الوحدة: 23- 6- 2022
ثمة سؤال مُلحّ، ويطرح نفسه بقوة، ولاسيما عند الحالات الطارئة الشديدة، التي من الصعوبة بمكان التحكم بمخاطر أهوالها، ونتائجها الضاغطة على مناحي الحياة المختلفة، والتي بدورها قد تؤدي إلى نتائج كارثية على المجتمع: أين هو الأمن المائي في محافظة اللاذقية، ولاسيما في أوقات اشتداد الأزمات العاصفة والطارئة المفاجئة؟
دواعي مثل هذا الطرح، ما حدث مؤخراً عندما انقطعت الكهرباء عن مختلف أنحاء المحافظات في سورية، وبالتالي فإن محافظة اللاذقية، تأثرت بدورها كاملة بهذا الانقطاع الطارئ، كونه استمر بشكل مفاجئ لفترة زمنية متصلة وطويلة نسبياً، وصلت إلى نحو ١٤ساعة كاملة، وقد تزامن معها انقطاع مياه الشرب، ما زاد من مضاعفة شدة معاناة الناس بشكل كبير جداً، لأنهم باتوا في الوقت ذاته، تحت رحمة الظلام بلا كهرباء، وتحت شبح كابوس ظمأ العطش بلا ماء، فأين المفر لهم، وكيف هو المستقر لحياتهم؟! وهنا يكمن بيت القصيد، ونلخصه بالسؤال الآتي: لماذا لم تستطع وقتها في ظل الحاجة الضرورية والدائمة لمياه الشرب، حتى المؤسسة العامة لمياه الشرب باللاذقية من تشغيل المولدات الكهربائية العائدة لها؟!
ولهذا، نؤكد على أهمية دور المؤسسة العامة بتوفير مياه الشرب للمواطنين على مدار الأيام، وليس هناك أي مبرر يمنع من توفيرها لهم حتى في اللحظات الطارئة والحرجة جداً، وفي هكذا أحوال مباغتة تقتضي الضرورة أن تكون الجاهزية على أشد قصوى طاقاتها، بالنسبة لمولدات محطات ضخ المياه، ومنها على سبيل المثال: نبع السن، أو سواها من محطات الضخ الأخرى، التي تستجر منها مياه الشرب إلى أنحاء المحافظة.
ويأتي تأكيدنا على أهمية دور تلك المولدات الكهربائية لمؤسسة المياه القائمة على محطات الضخ للمياه في وقت ذروة الحاجة لتشغيلها، ولكنه على مايبدو أن هاتيك المولدات لم تحقق الغاية المرجوة منها، والهدف الذي وجدت من أجله، فما هو السبب في ذلك.. وهل هذا يعود إلى تقصير أو تخاذل من المعنيين بتشغيل تلك المولدات، أولحدوث أعطال فيها، وحاجتها للصيانة والإصلاح أو الاستبدال لأن واقع الحال هكذا لايحتمل التأخير أو التأجيل وهو في قائمة الأولويات الأساسية الأولى بالأهمية والاعتبار، لكي لا تتكرر المعاناة نفسها خلال أزمات طارئة مستقبلاً مهما كانت فداحة مسبباتها والمخاطر الناجمة عنها.
الحسن سلطانة