رؤية لمحافظة اللاذقية تخطيطياً .. بين نقاط القوة والتحدي

العدد: 9322 
28-3-2019

 

هيئة التخطيط والتعاون الدولي، هي الذراع الفني لرئاسة الحكومة، مركزياً ولها فروع في المحافظات، تعمل على إعداد مشاريع الخطط السنوية والخمسية والاستراتيجية، وفق السياسة العامة للدولة يتجلى دور مديرية التخطيط باللاذقية في المساعدة على إعداد خطط الجهات العامة وفق المعايير الفنية والمهنية بإطار أكاديمي تقني للمحافظة
ومن صلاحيات المديرية تتبع تنفيذ المشاريع الاستثمارية بالمحافظة، فنياً ومالياً.
للإضاءة على عمل المديرية باللاذقية توقفنا مع مديرها المهندس أحمد حسن لتوضيح بعض النقاط .

غير منحازة قطاعياً
قال: مديرية التخطيط باللاذقية هيئة غير منحازة قطاعياً، وتعمل بناء على مؤشرات الأولوية والضرورة والحاجة للقطاعات بالمحافظة.
وأضاف: مع وجود رسالة لكل مديرية ودائرة حكومية فإن المشاريع بشكل أساسي تنبثق من الجهات المعنية بالمحافظة، ونحن نناقش معها خلال الاجتماعات مشاريعها ونحدد مشروع خطط تحتاجها المحافظة بعد اختيار المشاريع التي تحمل خطة المحافظة وفق أولويات للقطاعات لاحقاً يتوجه فريق المحافظة الذي يضم رؤساء الأجهزة المحلية، وعضو من المكتب التنفيذي وممثلين للمحافظة إلى هيئة التخطيط والتعاون الدولي في دمشق لمناقشة خطتنا للقطاعات وبالتفاصيل، وبعد موافقة الهيئة ننتقل إلى وزارة الإدارة المحلية لمتابعة المناقشة بالتفاصيل علماً لا أحد يعارض أولويات المحافظة في دمشق بشرط تقديم الدلائل والنقاش وفق المعطيات والمنطق يتم الإقناع، ولا مشكلة لدينا على مستوى الخطط لأن مجلس الوزراء كيان قانوني واحد.
تابع المهندس حسن: بعد المناقشة مع وزارة الإدارة المحلية يتم تحديد موعد لمناقشة الخطة في وزارة المالية لدراسة المشاريع وإقرارها بناءً على المعطيات لرصد الاعتمادات مع التأكيد بأن الفريق لم يطلب شيئاً للمحافظة بما قدمه من دراسة متكاملة وفق أولويات إلاّ تم الحصول عليه .
أمام هذا التأكيد سألته: لماذا لم ينعكس ذلك على أرض الواقع بالمحافظة لنلاحظه؟
أجاب: المحافظة تحتاج للكثير، وعملنا متدرج وبناءً على الكتلة المالية المتوفرة، وهذا يعطي انطباع بأن غير المتتبع لن يلاحظه.
نحن نناقش المشاريع حسب الأولوية مع الجهات المعنية والأولويات والحاجة، بتنفيذ المشاريع المختارة، مع الأولوية بإدخال المشاريع بالعملية التنموية.
ولم نتوقف عن العمل خلال الأزمة، هناك دول عندما تتعرض لأزمات تتوقف الموازنة الاستثمارية، لكن في سورية لم تتوقف، ومنذ عام 2015 نلاحظ أن أرقام الموازنة الاستثمارية تصاعدية تنعكس بازدياد أصول جديدة تستثمر في قطاعات للتنمية. وسنوياً يتم افتتاح مدارس جديدة مع صيانة، وإدخال أجهزة جديدة للمشافي ودعم قطاع الصحة، لاستمرار تقديم الخدمات.
استقرار عام واعتماد مالي
توقفت عند سؤال حول رأيه كجهة تخطيط بالمشاريع التي يتم اختيارها للمحافظة، مُذْ كانت سحابة فكرية أو مجرد فكرة القطاعات لأتراجع عن السؤال أمام جهة تشارك بمناقشة أولويات المحافظة لقناعتها باختيار المشاريع التي تم اقتراحها بمجال صلاحياتها في التخطيط للإدارة المحلية، وفق محددات عامة من الوزارة وتقييم الأولوية من المديرية للرؤية العامة للمحافظة بناءً على الاستقرار العام والاعتماد المالي.
تحدث عن أولوية الصحة والتربية كقطاعات قاعدية مؤكداً لولا قناعتنا بالحاجة لمشفى في موقع ما لا نناقشه قبل أن يتم اختياره من مجموعة خيارات لمشافي حسب الضرورة والحاجة والأولوية.
ومن المشاريع قيد التنفيذ مشفى في عين البيضا، وهناك مشروع قسم العيادات الشاملة في الأزهري وهي قيد التجهيز إضافة إلى صيانة المراكز الصحية.
وفيما يخص قطاع التربية، لدينا مدارس جديدة في (قبو العوامية، بستان الباشا، المشروع العاشر، الرمل الجنوبي) مع وجود (1360) مدرسة بالمحافظة.
ولفت إلى تأهيل الوحدات والمراكز التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، وتطرق إلى تجهيز مراكز خدمة المواطن في الحفة والقرداحة وجبلة بعد اللاذقية وهذا كله مؤشرات مادية.
رؤية تخطيطية
وحول الرؤية التخطيطية للمحافظة والتي تعكس الرؤية الواضحة لاستثمار خصوصيتها في التنمية .
قال: أراها محافظة زراعية – سياحية، مقصد سياحي عالمي، منطقة متكاملة زراعياً واقتصادياً بما يسمى دورة استكمال الإنتاج والتصنيع مع قيمة مضافة مركز جذب لرؤوس الأموال، ومنتج معمم مصدّر للمنتجات والخدمات الموجودة بالمحافظة. مع وجود الاقتصاد المعرفي، والاستفادة من الميزة التنافسية بوجود بنية تحتية لأي طلب من شركة للبرمجيات والجانب الالكتروني، واستثمار خريجي الهندسة المعلوماتية. لنصل إلى مركز للقطر مع مراعاة حالة التكامل والترابط مع محيطنا من المحافظات.
استدرك المهندس حسن: إذا كانت هذه الرؤية، هنا التساؤل كيف سننفذها وتتحول إلى حقيقة على الأرض برؤية المحافظة لعام 2030 أو 2050؟
من الرؤية نستشف مجموعة من الأهداف، ولا يمكن الوصول إلى الرؤية إلاّ بوجود بنية تحتية متكاملة وجيدة من كافة النواحي، ومن لا يملك الرؤية تضيعه تفاصيل الواقع. من هنا العمل على الأهداف الذكية لتكون قابلة للقياس، وللتحقيق، مع برامج ومدة زمنية هنا سألته: هل هناك تحليل وضع راهن؟
ليوضح: من يعمل على التخطيط يضع أمامه الهدف الذكي وهو قابل للقياس والتحقيق وواضح ومبرمج بآلية الوصول إليه، وليس إطلاقه اعتباطياً . وتحليل الوضع الراهن من خلال دراسة كل قطاع على حدة لتشمل كل قطاعات المحافظة والمجتمع.
ثم تتم صياغته بعد تحليله، وفق البيانات، لدينا تحليل وضع راهن وفق تحليل (سوارت) العالمي، هناك مربعات تثبت نقاط القوة، أعززها وأدعمها، فيما نقاط الضعف اعتبرها تحديات لنا للعمل عليها.
دخلنا بظاهرة النافذة الديمغرافية، وهو مصطلح إحصائي تخطيطي، حيث ثبت معدل تزايد عدد السكان وتحليل الهرم السكاني، هذا يطرح تهديد وتحديات رغم بدايته جيدة، والتحدي هو أن الغالبية الساحقة من السكان تمثل قوة العمل ومن الشباب ما يترتب عليه من تأمين فرص عمل، ونمذجة الاقتصاد لجعل الحركة الاقتصادية مولّدة لفرص العمل ولاستثمارها.
وهناك تحدٍ آخر، وهو ارتفاع نسبة المسنين وهذا يتطلب الرعاية والاهتمام بعد أن صاروا كتلة يحسب وزنها ومن نقاط الضعف هناك نقطة تحدي تتعلق بالبنية التحتية (طرق، صرف صحي، محطات معالجة) وتكاليف تنفيذها مرتفعة. أما نقاط القوة فمنها: لدينا أعلى نسبة تعليم في محافظات (طرطوس، اللاذقية، السويداء، دخلوا النافذة الديمغرافية على مستوى سورية، هذا يوفر كوادر شابة من خريجي الجامعات تساهم في عملية التنمية ونحتاج إدارة لاستثمارهم. الكادر البشري مولّد وحامل لعملية التنمية.
سابقاً كانت عناصر الإنتاج (مال، آلة، أرض) حالياً تغير الوضع، صار الإنسان مورد ومولّد للتنمية وليس عنصراً، مع وجود فرق بين النمو, والذي يعني الزيادة، بينما التنمية بحاجة للخطيط فالتنمية هي برامج مخططة واضحة المعالم والأهداف. ومن أدواتها الكادر الذي يخطط وينفذ ويدير العملية كاملة. وتحقيقها ينعكس بزيادة دخل الفرد وازدهار الدولة.

وداد إبراهيم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار