العدد: 9322
28-3-2019
بعد مفرق سد 16 تشرين الثاني على طريق اللاذقية – حلب القديم تنعطف جنوباً وتتدرج صعوداً بين لوحات تشكيلية طبيعية من أشجار الزيتون والبرتقال، تطالعك فدرة بعد خمسة كيلومترات، وهي من القرى القديمة على مستوى محافظة اللاذقية، ويقال: إنّ (فدرة) هي بنت الإله بعل، ومعناها (الصخور البيضاء التي تظهر بضوء القمر)، وهذا الكلام له مستند على أرض الواقع حالياً لوجود الصخور الجصية فيها وانعكاس أشعة الشمس وارتدادها عنها في لوحة بصرية جميلة فدرة قرية جميلة ونموذجية خدمياً، ومن القرى المميزة على مستوى المحافظة تشتهر بزراعة الزيتون والحمضيات والخضار وتتميز بجودة إنتاج الزيتون والزيت وزيتون المائدة زراعة ونوعية وإنتاجاً، وتبعد عن مدينة اللاذقية 24 كم وترتفع عن سطح البحر 250م وتتبع ناحية البهلولية ويتبع لها مزرعتا صرنا وزلين، يجاورها طريق اللاذقية – حلب القديم من الشمال، ويخترقها أوتستراد (اللاذقية – أريحا) من الجنوب ومع أنه لا تبعد عنه سوى 700 م إلا أنه لا يوجد طريق يصل القرية به، وكما يخترقها الخط الحديدي – اللاذقية – حلب من الشمال وتبعد عنه مسافة 500م، يحدها من الشرق الكركيت، ومن الغرب مزرعتا صرنا والبرديخة، ومن الشمال البهلولية ومن الجنوب قريتا الصالحية والحميدية، ويعمد بعض المواطنين إلى تربية الأغنام والأبقار وتحوي تربتها ثروة باطنية مميزة هي خام الجص التي كانت تغذي معمل الجص في الزوبار، ويوجد فيها مدرستان (حلقة أولى – وحلقة ثانية) وجمعية فلاحية ووحدة إرشادية لخدمة القرية ومزارعها، وبلدية متميزة، ومعصرة زيتون خاصة حديثة (معصرة عجيب) .
خدمات جيدة
بلدية فدرة تقوم بتخديم قرى (رويسة القسيس – بيت عليا – مزرعتا صرنا وزلين) وفدرة مخدّمة بالصرف الصحي بالكامل، ويتم تخديمها بمياه الشرب من آبار خان عطا الله، ويتمّ إرواء أراضيها من مياه سد الثورة على الرغم من قربها الشديد من جسم سد 16 تشرين الثاني، وهي مخدمة بالخدمة الهاتفية وبوابات الانترنت من مقسم البهلولية، ويتمّ إمدادها برغيف الخبز من فرن البهلولية الآلي بواسطة معتمدين.
فدرة من القرى النظيفة وتمتاز بارتفاع منسوب الوعي الأهلي، والطريق العام الفرعي الواصل إليها نظيف وخالٍ من الحفر والمطبات والأوساخ، حيث تقوم البلدية بترحيل القمامة بشكل شبه يومي، والإنارة الشارعية جيدة والطرق الفرعية والشوارع والأرصفة والأطاريف تضاهي مراكز النواحي والمناطق، وهناك الجمعية الفلاحية التي تستلم الغاز والأسمدة والبذار والغراس والشتول والمبيدات وتوزيعهم على المواطنين والمزارعين، ومن الأمور الإيجابية التعاون والتناغم بين الأهالي والبلدية والفرقة الحزبية الذي يسهم في تأمين الخدمات بشكل أفضل وتسهيل أمور المواطنين في القرية، وتنصب جهودهم حالياً على تجهيز فرن آلي لخدمة القرية ومزرعتيها.
معاناة مرورية
المعلم ثائر عجيب – متفرّغ في الفرقة الحزبية يقول: معاناة القرية الكبرى هي مع وسائط النقل، حيث يوجد سرفيس واحد لخدمة القرية التي تبعد عن خط حلب القديم 5 كم واضطرار الأهالي للجلوس أربعة ركاب في مقاعد مخصصة لـ 3 ركاب في السرافيس الصغيرة ذهاباً وإياباً وتزداد المعاناة صيفاً في أجواء الحرارة الحارقة والخانقة، ما يجبر الأهالي للاعتماد على السيارات العمومية وعلى الطلبات للوصول إلى مفرق القرية على الطريق العام، ونأمل من المحافظة بزيادة عدد السرافيس لخدمة المواطنين، مشيراً إلى وجود الكثير من الأهالي الذين يضطرون للاستئجار والسكن في المدينة لتأمين راحتهم وراحة أبنائهم الدارسين في الجامعة، مطالباً بافتتاح ممرّ على اوتستراد اللاذقية – أريحا خاص بالقرية لتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في الجهة المقابلة، حيث تتجلى معاناة الأهالي أن أراضيهم لا تبعد 700 م يضطرون للدوران مسافة 5 كم لوصول آليات الحراثة والخدمة والنقل إلى أراضيهم وبساتينهم، إلى جانب مطالبته بري أراضي القرية من مياه سد 16 تشرين الثاني لقربهم الشديد منه وعدم استفادتهم من مياه سد الثورة بشكل كافٍ وأثناء الحاجة، وافتتاح كوة لمؤسسة (السورية للتجارة) لتأمين متطلبات الأهالي الأساسية نتيجة بُعدها عن مركز الناحية والمدينة وقلة السير إليها.
طلال عجيب – مختار فدرة وتوابعها يقول: عدد سكان مختارية فدرة 2500 نسمة ويوجد في القرية رخصة غاز واحدة عائدة لاتحاد الفلاحين ونطالب الجهات المعنية بتخصيص رخصة ثانية لخدمة العدد الكبير من الأهالي في فدرة ومزرعتيها، والقرية بحاجة إلى شق طرق زراعية جديدة وتنظيف وتوسيع وتعبيد الطرق القديمة، وتقوم الهيئة الاختيارية (المختارية) بالسعي حالياً إلى اشادة مبرة خاصة للقرية وقام بعض الأهالي بتقديم قطعة الأرض اللازمة بمساحة 150م2 شرق القرية، ويتمّ حالياً استصلاح وتمهيد الأرض للمشروع بالبناء, وهناك المقبرة شمال شرق القرية قرب الدوار، نتمنّى تخصيص أو فرز تراكس من الخدمات الفنية أو مديرية الزراعة مؤقتاً لصالح بلدية فدرة لتمهيدها وتوسيعها لتناسب عدد سكان القرية، وقام بعض الأهالي بتقديم قطعة الأرض اللازمة للتوسيع، كما يتمّ الاستفادة من التراكس لتقديم العديد من الخدمات المهمّة والضرورية للقرية، وتشرف بلدية فدرة على المنطقة الصناعية الجديدة التي بوشر العمل بإنشائها ويتم حالياً بتجهيز الشرائح الصناعية فيها ومن المتوقع أن يصل إجمالي المقاسم فيها إلى 350 مقسماً.
المعلم علي إسبر – مدير مدرسة الشهيد جابر علي دلالة، للتعليم الأساسي يقول: فدرة قرية متقدمة تعليمياً ومن القرى المميزة على مستوى المحافظة، وبناء المدرسة قديم فيها وبدون أعمدة وبدون حديد ومهدد بالانهيار في أيّ لحظة وتظهر عليه التشققات والتصدعات في الجدران والسقف وهناك غرفتان خارج الخدمة نتيجة هذه الأمور والخوف على حياة الطلاب الأمر الذي يهدد بسقوطها في أيّ لحظة، وهناك مطالب من قبل إدارة المدرسة والأهالي والفرقة الحزبية بإشادة مدرسة جديدة حرصاً على حياة التلاميذ.
منى الخطيب