حوار مفتوح مع الكاتب حسن م. يوسف .. في ثقافي بانياس

الوحدة: 21- 6- 2022

 

أقام قصر الثقافة في بانياس، حواراً مفتوحاً مع الكاتب حسن م. يوسف حيث أدارت الحوار الكاتبة ميرفت علي، وفي لقاء الوحدة مع الكاتبة ميرفت علي قالت: نحن نفخر بالإعلام الوطني الداعم الذي يدعم أبناءه خاصة في هذه المناسبات التي نذكّر من خلالها الأجيال بالكنوز القيمة التي نمتلكها في سورية، خطابنا اليوم لجيل الشباب أكثر مما هو للجيل المخضرم لأننا عشنا الجيل الجميل بكل تفاصيله أما أنتم جيل الشباب تعيشون الحرب حالياً وربما تغيب عنكم متابعة الأمور الثقافية، اليوم هناك محاور متعددة سنذكر خلالها إرث الكاتب حسن م. يوسف والنقاط البارزة في السينما والنقد الأدبي والترجمة والقصة القصيرة ووجهات نظره في الحياة وفي الفنون والآداب والكادر الذي عمل معه في كل المجالات، كذلك سيتم فتح باب الحوار للجمهور.

وفي لقائنا مع الكاتب حسن م. يوسف، قال: أنا أؤمن بالشباب وأعمل بكل طاقاتي ليأخذوا فرصتهم في هذه الظروف القاسية، وأضاف قائلاً: قوتي تكمن في صدقي مع الناس فأنا لم أخن الشريحة الاجتماعية التي أنتمي إليها، أنا ابن قرية الدالية ابن الفلاحين.

وفيما يتعلق بالحالة الثقافية في سورية، قال: الحالة الثقافية أليمة فالمثقفين يعملون بظروف سيئة.. مكافأة العمل الثقافي ضئيلة فمن يلقي محاضرة لا يحصل على مردود يغطي أجرة الطريق وهذا خطير، هنري ميلر في كتاب له بعنوان “رامبو وزمن القتلة”، يقول: عندما يكون الشاعر في القاع يجب قلب العالم رأساً على عقب، وعندما تكون الثقافة في القاع يجب قلب الأوضاع رأساً على عقب، لأن الثقافة مكانها الرأس وهي رأس المجتمع.

وخلال الحوار أوضح الكاتب حسن بعض تفاصيل حياته قائلاً: أعتقد أن الأدب هو من أخذني إلى الصحافة حيث أصدرت مجموعة قصصية عام 1976، وكانت البداية من خلال صديقة في جامعة دمشق قالت لي: أنت تقص حكايات مؤثرة فقصصت عليها قصة من قريتنا، طلبت مني حينها أن أكتب القصة مقابل أن تكتبها هي أيضاً ونرى بعدها من كتبها بشكل أفضل، كتبت القصة من باب التحدي مضت الأيام ولم أر قصتها وخجلت أن أسألها عنها، وبعد حوالي 28 يوماً أحضرت لي القصة مطبوعة بمجلة مهمة، وبعدها تحولت من شبح إلى شخص يشار إليه في كل مكان (هذا يكتب قصة) وكانت الكلمة بالنسبة لي قبعة الإظهار، وبالتالي تحولت الكلمة إلى هوية، فشاركت في مسابقة القصة في ٧٣ وحصلت على الجائزة الأولى وهي عبارة عن بطاقة طائرة من دمشق إلى القاهرة ذهاباً وإياباً ولأنني لم أكن أملك المال مع أنني كنت أعمل عملاً بسيطاً ولكن لم يكن بإمكاني السفر، وبما أنني استمريت بالعمل في المجلة التي نشرت قصتي ذهبت إلى مدير العلاقات الخارجية وأعطيته التذكرة ورويت له القصة وطلبت منه أن يأخذها ليستفاد أحد ما منها، فأخذني إلى رئيس الاتحاد واقترح عليه أن يطلب من اتحاد طلاب جمهورية مصر العربية استضافتي وهذا ما حصل سافرت وتعاملوا معي معاملة وفد، لهذا السبب الكلمة لم تكن شيئاً أتعكز عليه بل كانت قدماي وعيناي …. أنا سافرت إلى أربع جهات العالم بأجنحة الكلمة.

 

 

 وأضاف: الصحافة لا تقتل أحداً الصحافة تقتل من يريد أن يقتل أقصد بهذا النقاد، يقولون سرقتني الصحافة أو قضت عليهم، أنا أقول لهم: الصحافة تميت من يختار الموت فقط، وختم حديثه بما يخص هؤلاء الناس قائلاً: أيها الصحفي مجدك يوم وعارك إلى الأبد.

وعند سؤاله هناك أناس يكتبون الشعر وأناس يحفظونه وأناس يعيشون الحياة كقصيدة فأنت أي منهم؟ قال: أعيش الحياة قصيدة عندما ألتقي بأصدقائي، فالأصدقاء الحقيقيون أجمل مكافأة تقدمها الحياة للإنسان.

وفيما يخص القصة القصيرة قال: القصة ملكتي المدللة أنا كسمك السلمون يهاجر إلى كل الأجناس ثم يعود إلى القصة القصيرة.

وعن شبابه الجسدي الخارق أجاب: التعامل مع الشباب يعطي طاقة هائلة بالإضافة للفن فأنا أشاهد السينما وأقرأ كثيراً بالإضافة إلى سماع الموسيقى بشكل كبير، فالحياة بالنسبة لي معركة وأخطر معركة هي النوم.

أما عن علاقته بالواقع فقال: علاقتي بالواقع كعلاقة أي شخص بالتفاح فإن كانت معدتك ضعيفة خرجت مشوهة وإذا كانت معدتك قوية فإنك تهضمها وتحولها إلى طاقة وأفكار وحركة، هكذا أتعامل مع الواقع آكل الواقع ولكني لا أخرجه كما أدخله، والفن هو أرقى أشكال الاقتصاد فعلى سبيل المثال في مسلسل حارس القدس كتبت ٣٠ حلقة لشخص عاش ٩٤ سنة لذا يجب أن تضع عصارة ٩٤ سنة في ٢٤ حلقة وأن تكون مقنعاً و كل ما يتطلب ذلك وهذا شيء في غاية الصعوبة.

وأضاف عن علاقته بالسينما قائلاً: السينما بالنسبة لي كانت حب من أول فيلم عشقت السينما وأحببتها، السينما فن رأسمالي لأنها الفن الوحيد الذي ولد في عصر الرأسمالية، ولدت بتاريخ ١٧ تشرين الأول عام ١٨٩٥ حيث عرض وقتها الإخوة لوميير ٨ قطع.

كما تحدث عن تفاصيل شيقة في حياته وعن علاقته ببعض أصدقائه، وختم الحوار بمداخلات من الجمهور.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار