العدد: 9322
28-3-2019
هو الموعد الدائم لآذار مع الأرض، يغيّر نبض سويعاتها و تتجدد العناقات، لتنسج أغانٍ جديدة، وحبّاً جديداً يملأ الفضاءات التي اعتادت عليها سماؤها ..من أرض الأبجدية ومن امتداد سطورها التي مازالت تخطّ سطوراً من الإصرار على البقاء الأبيّ، يواصل صوتها نشيداً وفياً يلمّ القلوب في بوتقة تتنوع ألوانها وتتمازج لتكون الصورة دوماً هي سورية بأبنائها البارين ..
تجمع ( ملتقى الأبجدية العربية – أوغاريت ) يجدد اللقاء في ظهرية أدبية ثقافية تبوح وتنشد، في حضور فاعل لمّ عديد من الأدباء في دار الأسد باللاذقية يوم الأحد الماضي بحضور مدير دار الأسد ياسر صبوح والمشرف الثقافي فيه وعدد غفير من المهتمين والمتابعين قدم لهذه الظهرية المشرف الثقافي سمير مهنا قائلاً : ( على أثير الحب ونبض الكلمات شعراً ونثراً، من حنايا الروح الصادقة، بوجودنا معكم في مهد الأبجدية في لاذقية البحر، نلتقي مع نشيد يهفو للحب وللسلام مع ملتقى الأبجدية العربية – أوغاريت ومجموعة من أدبائه الكرام ).
ليكون للشاعر محمد زعرور البداية حيث ألقى ثلاث قصائد شعرية من وحي ما يجري في فلسطين كانت بعنوان ( يا قدس – وإسلاماه – مريم ) التي ختم بها مشاركته وأهداها إلى ابنته المتوفاة في شهورها الأولى .. نقتطف من قصيدته يا قدس هذا المقطع :
تبقى دمشق ويسقط الجبناء
جيش أنار بنصره الظلماء
رايات قلق في العلا خفاقة
والسيف يحصد حدّه الأعداء .
– أما ضيف الشرف الشاعر فادي مصطفى فقد كان له مشاركته الشعرية مع ثلاث قصائد كانت بعنوان : ( مريم – سيدتي – اتركي كل ما لديك ) – نقتطع مقطعاً من قصيدته مريم :
كما أنا أربي يكفيك أن تكوني كما أبوك وجدك عيناك يا حبيبتي
أنت في السوية عربي سورية جذورك أصيلة لك مني الهوية
– والشعر المحكي القادم من طرطوس كان له محطة ووقفة محبّبة في هذا اللقاء، فألقى الشاعر خليل محمد وسوف ثلاث قصائد شعرية باللهجة المحلية كانت بعنوان ( سفينة عربية – يا لأمريكا الحرية – أمتي دون حجاب ) يقول في مقطع :
بحاري بمركب إبحار والبحر بيرسم أقدار
الريح بتتحكم بالكلّ والموج عالي وهدّار
حامل أعباء وأخطار مظلم ليل وما في نهار
في تيار وفي إعصار والمركب تحت المنشار
– ومع تقليب صفحات اللقاء الشعري وفي دوحة الكلمات كان للمرأة حضور نشط بمفردات من القلب حيث أنشدت الشاعرة سمر غازي بدور مجموعة من القصائد كانت بعنوان ( حيّوا الشآم – أبي – مراهقة عاشقة – القرار ) ونقتطف من قصيدتها حيّوا الشام هذا المقطع : حيّوا شآمي فالحسام معتق
مجد وعز والمعالي تشرق تحكي ملاحم ماجد يتعشّق
حيّوا شآمي فالشموخ مكلل في الشام دهر من حكايا هائم
في كلّ ربع من شآمي راية في الشام زهر من وفاء يورق
– ومن معين الشعر كان الختام للشاعر علي محمود الشيخ عبيد مؤسس ملتقى الأبجدية فألقى قصيدتين شعريتين كانتا بعنوان ( يا لاذقية – دعك مني ) نقتطف من قصيدته دعك مني الآتي :
هنا من أرض الأبجدية .. نهضت على اعتراها بحار
كم ستقصّ لك السفوح .. وتقصّك أقمار
ومن على هويتي تباشير.. مما لا حدود لها
كما النجم من سماء .. يصافح قاسيون والضياء
بأنّا بتنا والندى .. من خدّ الشمس
تعالنا الحب من وجع .. تعالنا إنسان .
– علماً أن ملتقى الأبجدية قد تم تأسيسه من ثلاث سنوات وهو يضمّ نخبة من الشعراء السوريين داخل سورية وخارجها من المغتربين منهم الشعراء ( عامر نابلسي في اليونان،محمد الصواف في الكويت – هاني حسن في لبنان وآخرين ) وينشر في هذا الملتقى الكثير من الشعراء العرب بهدف إحضار الروح والانتماء إلى الأرض العربية ومنها السورية .
– عن هذا الملتقى ونشاطه كان لنا بعض اللقاءات مع المشاركين فيه فكانت البداية وقفة مع مؤسس الملتقى الشاعر علي محمود الشيخ عبيد :
* مع تزامن الربيع في آذار .. الشعر كيف يلاقي تجمع الأبجدية العربية أوغاريت ؟
– ملتقى الأبجدية العربية أوغاريت هو حالة جمعية للحرف فنحن في سورية بلد الأبجدية والحضارة فكيف لا ننضج بما لدينا من حب وحرف وسلام .. أردنا به أن نصل من خلاله للأمة العربية جمعاء لأننا دار المحبة للأحبة ودار السلام كما من البحر الموج، وكما من العطر من الورد لننشر الجمال من خلال الأبجدية عبر أثير الحرف الهادف للحب للأمة جمعاء وللمغتربين من سورية وخارجها هو باختصار محطة لقاء الأحبة .
– أما الشاعرة سمر غازي بدور فقالت لنا عن مشاركتها : (سما حرفي وهفا فرحاً وحلّق في الأمسية اليوم فما أروع اللقاء في أحضان القصيد على الأمل ! وما أروع تلك اللحظات الشماء! التي تلاقي وتجمع على المحبة .
– أما الشاعر محمد زعرور السوري من أصل فلسطيني فقال لنا بعد أن سألناه :
* وأنت الفلسطيني السوري .. كيف يمازج الشعر وقع العدوان والألم الذي صار ثنائياً على سورية وفلسطين ؟
–أنا الفلسطيني الدم السوريّ الماء والهواء، تجري في عروقي مياه بردى وفي أنفاسي ياسمين الشام ولوز حمص وزعتر الخليل، تخرجت من مدرسة القائد المؤسس حافظ الأسد، علّمني أن فلسطين قبلتنا وسورية قلعتنا .. ومن هنا أقول لا فرق بين سوري وفلسطيني، فنحن أدباء هذا الوطن جنود الخندق الثاني ندافع بالقلم والشعر كما الرصاص عن عزّة وكرامة سورية ونؤرخ بأحرف من نور ملاحم الشهادة والنصر والمقاومة .
سلمى حلوم