طقوس صباحية

الوحدة:19-6-2022

اعتاد البحر على  زيارتي اليومية وهو يرقب خطواتي التي تقترب بهدوء وتمكث وقتاً طويلا ًحتى تعلن الشمس  اشتداد الحرارة، وأغادر المكان  وأنا أحمل الموج في كفي كي أطفىء الجمر .

كانت تجلس وحيدة على الصخرة القريبة

وكنت  أراقبها، كيف تودعه الأسرار وتبكي

وكأن بئراً قد فاض .

ولما اقتربت قليلاً لعلي أمسح دمعة عن خدها الذي شاخ باكراُ.

لملمت أوجاعها بسرعة وابتسمت في وجهي ابتسامة خجولة وقالت باطمئنان: هذا ما يفعله البحر .. يرغمنا على البوح والبكاء،يسمع قلوبنا بصمت ويحفظ السر  حتى لو امتلأ،أو استنطقته الغيمات .

وتتابع (الحياة كلها وجع وخوف، والمعيشة صارت هماً  وماعاد نعرف كيف ننتظر بكرا ).

وعادت بنظراتها الحزينة للبحر تجلس بصمت

وأنا تابعت خطواتي عاجزة حتى عن الكلام أمام دمع كنت أخشى الوقوف أمامه.

لكن فضة والتي ادعت أنها بصارة  مغربية كانت تنادي بصوت  قطع خطواتي بصارة بدك تعرفي حظك ياحلوة

 كانت رغبتي  في منعها ضعيفة،

ثم رأيت كفي بين كفها وهي تسرد القصص الخرافية التي صارت معروفة 

لم تكن تدرك أن الحياة أفقدتنا رغبة معرفة المستقبل 

 سحبت سيدي بسرعة قبل أن أتورط في خدعة فك السحر والحسد ومشيت بسرعة ألتقط أنفاسي.

أركض وراء خيبة جديدة لهذا الصباح.

رجل يركض خلف كلبه الأبيض المدلل

ويناديه ولما سألته عن سبب: تربيته

قال بحسرة الأب المفجوع

أولادي كلهم سافروا ولم يبق إلا سوشي أنيس وحدتي .

وبمرارة ابتسم يقول: مستقبلهم أهم وأنا أعيش على أمل أن نلتقي يوماً

وغادر  وهو يتبع خطوات سوشي الكلبة البيضاء المدللة.

أدمنت هذا البحر وأنا أحاول أن أذوب بين أمواجه حتى أمحو كل هذه الصور

وأغسل دموعً كانت تسبق خطواتي

وأنا أعرف أن رغم طقوس الحزن أنتظر الصبح بلهفة وأشتاق كما الرمل لموج البحر كي يغسل الهموم.

زينه وجيه هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار