الوحدة 18-6-2022
أسهم التدخل البشري في تغيير النظام المائي والحراري للتربة، وخفض كمية الدبال، من خلال الممارسات الخاطئة كالنشاط الزراعي المكثف و الحرائق وقطع الأشجار، وهي عوامل تساهم في تهدم بناء التربة وتصبح أكثر قابلية للانجراف. هذا ما بدأ به الدكتور أحمد محمود، باحث في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية حديثه أثناء لقائنا معه ليعرفنا على أنواع التربة وكيفية المحافظة عليها وخلق بيئة نظيفة.
* ما أنواع التربة ؟ تتميز ترب محافظة اللاذقية بوجود مجموعتين رئيسيتين من الترب،الأولى: أراض ذات مادة أصل كلسية يطلق عليها التيراروز أو الأراضي الحمراء المتوسطية، والثانية: أراض ذات مادة أصل اندفاعية، تتواجد حيث تنتشر الصخور الخضراء المبعثرة في الجزء الشمالي الغربي من الساحل. قسمت ترب المنطقة الساحلية إلى عدة وحدات اعتماداً على الموقع التضاريسي, وفي العام (1991) قامت مديرية الأراضي بوزارة الزراعة مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد بدراسة ترب محافظة اللاذقية وتصنيفها وكانت هذه الدراسة ذات طابع وصفي , لم تعتمد تصنيفاً معروفاً.
إن تركيب الغطاء البيدولوجي في المنطقة الساحلية غاية في الصعوبة لأن معظم الترب هي متعددة النشأة والمعطيات اللازمة لتسكين التربة في الوحدات التصنيفية، وأنه على المستوى التصنيفي توجد عدة ترب في المنطقة الساحلية متفاوتة في مستوى تطورها ومن خلال دراسة تركيب الغطاء البيدولوجي في المنطقة الساحلية،تبين أن السمة المميزة له أنه غطاء معقد ويعتمد في خواصه على مادة الأصل, حيث لم يستطع المناخ المتوسطي فرض سيطرته عليه وذلك لعدة أسباب منها :
الانجراف الشديد والمستمر تحت تأثير التضاريس الجبلية شديدة الانحدار، والأراضي الصخرية ذات الترب الضحلة والصخور العارية خصوصاً في المرتفعات و عمليات تكوين التربة السائدة هي عمليات عامة مثل: تراكم المادة العضوية،الغسيل المحدود لكربونات الكالسيوم،تحرر ضعيف للأكاسيد من المعادن الأولية بحسب نوع الصخر الأم ، أما العمليات النوعية فهي محدودة وبالتالي الآفاق التشخيصية الناتجة عنها محدودة ولم تتطور كفاية مع غياب أي نشاط لعملية هجرة أو عملية تكوين تربة تشخيصية وبالتالي لا وجود لآفاق تشخيصية أساسية, وتعزى الاختلافات لترب الساحل السوري، إن وجدت في حال تماثل الصخر الأم، إلى الوضع التضاريسي، تأتي الصخور الأم في المرتبة الثانية بعد المناخ من حيث تأثيرها في الترب, وتعد معظم مواد الأصل في المنطقة الساحلية مختلطة أي أن الترب ثنائية الحد، وذلك بسبب السمة الترسيبية لطبوغرافيا الأرض وتاريخها الجيولوجي واستعمالها القديم ويؤكد ذلك التنوع والتعقيد الجيولوجي للمنطقة وتداخل التشكيلات الجيولوجية بعضها ببعض وعدم وجود حدود واضحة فيما بينها . تنوعت الصخور المكونة بين صخور رسوبية ( كلسية,غضارية,رملية) والجص في بعض الأماكن،وصخور ذات أصل اندفاعي( بيرودوتيت,غابرو) وصخور مختلطة رسوبية اندفاعية(راديولاريت,بازلت,غضاريات).
*بماذا يتميز الغطاء النباتي؟ يتميز الغطاء النباتي المتوسطي بشكل عام والذي يشكل جزؤه الشرقي(محافظة اللاذقية), بتنوعه واختلاف تركيبه وبعدم الثبات والاستقرار. إذا ما قورن بالغطاء النباتي في المناطق الأخرى من العالم، تنوع الغطاء النباتي في منطقة الدراسة بين غطاء غابي إبري الأوراق أو عريض الأوراق وأحياناً مختلط,ومن الأنواع النباتية المتواجدة في منطقة الدراسة نذكر:(سنديان بلوط), سنديان عادي, صنوبر قريضة ريحان، وتجدر الإشارة إلى أن قسماً كبيراً من الغطاء البيدولوجي لمنطقة السَاحل قد تعرض للتدهور على يد الإنسان بسبب قطع الأشجار , الحرائق بالإضافة للزراعة المكثفة والقلب والخلط والتسوية. _العامل الحاسم الذي يلعب الدور المحدد لدرجة تطور الترب في الساحل السوري ( ضمن منطقة محددة) بعد الصخر الأم:هو الموقع الطبوغرافي ( ودرجة تغطيته الغابية) والذي يحدد بدوره إمكانية تراكم التربة أو انجرافها.
* ما أهم الأنواع الحراجية المستخدمة لتحسين خواص التربة والحفاظ على التوازن البيئي؟. يوجد العديد من الأشجار الحراجية التي تساهم أجزاؤها النباتية (أوراق – ثمار – أغصان ) وكذلك جذورها الغنية بالعناصر تتحول بعد تحللها في التربة إلى سماد عضوي يحسن الخواص الفيزيائية والكيميائية ويعمل على تحسين بنية التربة وتخفيض نسبة المواد الضارة والسامة.
* مادور الأشجار الحراجية ؟ للأشجار الحراجية دور كبير في امتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون Co2 الصادر من الجو وطرح غاز الأوكسجين O2 الذي تحتاجه الكائنات الحية من أجل التنفس واستمرارية الحياة وتقوم أيضاً بالامتصاص العديد من المعادن الثقيلة الضارة من الجو والتربة لخلق بيئة نظيفة، والدور الأكبر لهذه الأشجار هو الحفاظ على طبقة الأوزون ومنع ازدياد مساحتها من خلال امتصاص العناصر الذرية والغباريةالناتجة عن مخلفات المصانع
– أهم هذه الأشجار: السنديان – البلوط العذري – الغار و البطم – السماق والقطلب، إضافة إلى الأنواع المدخلة إلى سورية التي لها أهميتها البيئية والاقتصادية والطبية كالمورينغا والجاترونا والباولونبا البروبينا والعديد من النباتات الطبية والعطرية، وجميعها تساهم في تحسين قوام بنية التربة كالزعتر والريحان والزعفران و إكليل الجبل والميرمية، أيضاً النباتات الرعويه لها دور إيجابي من خلال زراعتها وحراستها خلال مرحلة معينة كالفصة والبرسيم، أيضاً للمحاصيل الحقليه دور كبير في تحسين خواص التربة بإضافة بعض العناصر الغذائية التي تمتص الآزوت وتزود التربة به لتصبح أكثر خصوبة ومناسبة للزراعة.
معينه أحمد جرعة