الوحدة 18-6-2022
من على ضفافِ الروحِ أنفضُ غبار السنين ، لأجدد أوردةَ الأمل . عقاربُ الساعةِ القاسيةِ تسيرُ برتابةٍ باردةٍ عنوانها الروتينُ والجمودُ . نفسُ الوجوهِ الغادرةِ ، نفسُ العباراتِ الثقيلةِ الجافةِ ، نفسُ الابتساماتِ الكاذبةِ ، نفسُ القوالبِ الجاهزةِ. نفسُ الطعناتِ وإن تباينت بحدتها وعنفها لكنها ماعادت موجعة بعدَ الأعتيادِ ، أصبحت بلا ألمٍ وبلا شعور. لن تعرفوا كلَ الأسرارِ ، ولن تتمكنوا مهما فعلتم من سبرِ الأغوارِ ، فأسرارُ الكونِ ستبقى في الصدورِ والأذهانِ ، لو تعرفونَ أنكم لن تعرفوا كما ينبغي أن تعرفوا. الجسرُ القديمُ دمرَ ، أغاني الود بهتت أصواتها ، وبيني وبين نفاقهم غمامةٌ سوداءٌ. أبتعدُ لأحمي المشاعرَ من الجروحِ. ابتعدُ لأخبأَ القلبَ بعيداً عن نارِ الضغينةِ. أبتعدُ لأنجو باتزان الفكرِ بعيداً عن جدليةِ الأحقادِ وصراعاتِ المصالحِ. وأجنحُ لكتفِ روايةٍ وحضنِ قصيدةٍ عميقةِ الفكرِ ، بعيدةٍ عن إسفافِ المشاعرِ ، وإباحيةِ المحتوى. أبتعدُ عن أجواءِ الوحوشِ البارعة في تغييرِ وجوهها بشتى الأشكالِ في كلِ حينٍ.
تيماء عزيز نصار