الوحدة 15-6-2022
.. !! ها أناذا كناسك متعبد، أدخل صومعتي، أتهجد ليلي المظلم وحيداً إلا من هموم تثقلني، تهد كاهلي المتعب من عد السنين المفروشة على طريق الضياع، وتأمل الأحزان، وهي تلوي عنقي قسراً، ودونما رحمة، أو شفقة، أبارك وحدتي مخلصاً، أنزع قميص الفرح، وقد مزقته لحظاتي المثقلات بكل أنواع الآلام على حراب الماضي، الحاضر وكما ستكون عليه في قادم أيامي المبصرات .. أعاقر الهروب في الاتجاهات، أتفنن في استبصار أدواء، ما ألبث أن أكتشف أنها مثلها مثل أحلامي التصحرت بفعل قحط روحي وانحباس غيث الفرح عنها وعني غير ناجعة.. أغز الرحيل، تقودني بوصلة المجهول إلى اللامكان على خارطة الكون، خارج مدار الزمان. يالخطا المسافات تنداح أمامي! ألمحها من بوابة القصيدة، أرتلها بيني وبيني، من مفتتحها، من بهاء حروفها البكر الأولى، تباركها أنجم المساء، كل المحزونين مثلي، وقمر باهت الضياء في محاقه أو عرجونه القديم، أمد يدي مثل طفل فطم للتو، بالرغم من تمسكه بتلابيب أمه.. لكيلا يفارق لبن الحياة..، أقطف تفاحة المعنى لمسيرة الألف عذاب وعذاب، ألف وجع ووجع، أفرفط أبجدية الكلام، أتعثر بالعجمة، أقع، أقف ثانية، أتمسك ثانية بحبائل ضوء تجيء من مشكاة بعيدة، أو لعلها تخرج من قاع روحي قريبة قريبة، تمطرني تراتيل العبادة في صومعة الليل، أقرأ على وجدي نصائحي، أتلو عليه إرشادات وتلاوين فقه الذاكرة وقد بهت لونها، سكن دهاليزها شحوب الألق، مات فيها لون العافية، ألقي عليه تحياتي، وهمز أزماتي أقرؤه السلام، أسقيه كأسي المترعة بالخوف كالمدام، وحيداً بت أقارع ذهني المشاغب، الساكت على ‘شيطنة’ الخرس، أصارع غرابيب الإخفاق، أستل سيف” بن ذي يزن ” أكتب قصيدة الوجع الثكلى ، تنوء أسطرها بحجارة الغربة، قصيدة الشقاء . أي زمني زمن الألم.. هلا فتحت – أكثر – نافذة للضوء !! شرعت لي باباً للفرح الآتي يبست حشائشه على شفتي، أصفرت، عاينتها أضحت عصفا تذروها رياح السم.. وإعصار نوء الهم..؟!! ..
ما قبل نقطة آخر السطر.. الأرض تموج تزلزل المدى تشهق الحقول بيادر الصدى أيها الصدر اشتعل تشظ احترق صير الحياة هشيماً في الفضاء غبار يخنق الفؤاد يهلك الروح.. تسكن الآهات حنجرتي مثل أغنيات حشرجها تعب الصدر.
خالد عارف حاج عثمان