الوحدة: 12-6-2022
البرنامج الذي حقق متابعة ملفتة على صفحات الفيسبوك، و أصبح حديث الناس ( الناس لبعضها )، في وقتٍ يعاني فيه السوريون من حرب ظالمة مدمرة أنهكت الاقتصاد السوري و جلبت لهم الشقاء على كافة الصعد، ولاسيما الوضع المعيشي، حيث تخطى هذا البرنامج عبر الفيسبوك الحدود الجغرافية السورية بفضل سرعة انتشاره ليصل إلى مواطن أردني في الإمارات يرسل مبلغاَ مالياَ لمساعدة السيدة أم سليمان في شراء غسالة، تلك السيدة التي خطفت الأضواء من البرنامج نفسه، وأصبحت حديث الناس بعزة نفسها وطيبتها و أصالتها.
( الناس لبعضها ) لقاءات عبر الفيسبوك خرجت عن المألوف من تعقيدات الأسئلة والروتين والمجاملات و مظاهر البذخ في إعداد البرامج وتحضيراتها، فالمساعدة تحتاج إلى شخصين فقط : معطٍ و سائل ، دون وقوف المحتاج على أبواب بعض المقتدرين مادياً و بعض الجمعيات التي، ربما من غير عمدٍ، تقحم الناس في صفوف الازدحام أو في دهاليز انتظار الدور بفارغ الصبر و قد يعقبها الرفض ! .
وكي لا ننكر جهود الجمعيات الخيرية و المبادرات لأصحاب الأيادي البيضاء التي لا تتخذ الكاميرا و الصورة وسيلةً لها لإبراز جهودها، لابد من الإشارة إلى نبل رعايتهم المستمرة للمحتاجين و القاصدين لها .
ولكن عندما لا تشمل الرعاية جميع من يطرق أبوابها بسبب تحديدها لشروط معينة، بدون شك سيترك حينها هذا الرفض خيبة أمل كبيرة ، فعلى سبيل المثال هناك سيدة غير موظفة لا يزيد راتبها من زوجها المتوفي عن ٣٧٠٠٠ ليرة سورية، هذه السيدة طلبت من إحدى الجمعيات تسجيل اسمها كي تشملها رعاية الجمعية بإحدى خدماتها، فتم رفض طلبها بحجة أنها غير مطابقة لشروط الرعاية، علماً أن ثمن أدويتها من الضغط و الأعصاب وغيرها ما يزيد عن ١٢٠٠٠ ليرة سورية، فكيف ستتدبر أمورها المعيشية بما تبقى من راتبها الشحيح؟
لقد سجل الخروج إلى الناس لتسليط الضوء على واقع معيشتهم و الالتقاء بهم للحديث بكل صدق وشفافية نجاحاً ملفتاً و أصداء إيجابية بين الناس، فأغلب طبائع الناس تميل إلى من يسأل عنها لا إلى الذهاب للسؤال وطلب الحاجة.
و هناك مقترح للجمعيات الخيرية عموعاً بضرورة إيجاد صيغ دعم مناسبة لا تتطلب التوسل و لا تعقيد الشروط، ويمكن فتح بابين : باب لتسجيل دور للسائل أو المحتاج يصله فعلاً دون السؤال لأكثر من مرة و بعيداً عن احتمال مزاجية العامل أو الممثل للجمعية، و باب آخر لتلقي الشكاوى عبر ممثلين لها أو عبر البريد الالكتروني.
لابد من التكافل والتعاضد الاجتماعي بطرق تحفظ ماء وجه كل محتاج، أملنا أن تكون فعلاً ( الناس لبعضها ) في هذه المحنة عبر مبادرات اجتماعية تعكس المساندة الإنسانية بأبهى حلة وأرقى القيّم الإنسانية.
ازدهار علي