رسالة إلى عزيزي صاحب الظل المفقود والدخل المحدود

الوحدة 6-6-2022

 

عزيزي صاحب الظل المفقود والدخل المحدود : أما بعد، اسمح لي أن أتطفل على شخصك المتواضع وأنا توءمك في فقدان الظل ومحدودية الدخل، وأن أبثك ما أشعر به وتشاطرني المشاعر ذاتها، أود أن أعطيك بعض النصيحة لتنجو بيومك الطويل طول حاجياتك ومطالبك المتكبرة عن الحضور: ابدأ يومك هذا باستقبال الصباح بأمل أن يكون خيراً، اشرب قهوتك خفيفة بلا سكر، وتخلَّ عن تفاح العافية فقد تجاوز سعره الألف بألف، افطر بخبز وزيتون وتخلَّ عن البيض والجبن فقد تجاوز سعرهما الألفين بألفين، ارتدِ لباسك عن الحبل، فالكهرباء حرمتك كيّ ملابسك وتجاوز قطع ساعتيها بساعتين، لا تسأل زوجتك عن مطالبها، فقد تجاوز سعرها العشرة آلاف بعشرة أخرى، امش لدوامك سيراً على الأقدام، فقد تجاوزت أجرة التكسي الثلاثة آلاف بثلاثة “شرحو..”، لا تشرب شاي بوفيه الوظيفة ، فسعرها تجاوز الأربع مائة ليرة بأربع مائة أخرى، ونصيحة قيمة مني انسَ نصف ما طلبته زوجتك بطريق عودتك لمنزلك مشياً فتوفر من العشرين ألفاً عشرة، وعند وصولك باب بيتك أغلق أذناً عن سماع نقّ العيال واسمع وطنش بالأخرى، اخلع ملابسك وخذ نصف دوش “بزوم” شامبو واحد ووفر الآخر فخزان ماء سطحك معدته شبه فارغة، أشعل سيجارة وكابر على الأخرى، وتذكر سعرها الذي تجاوز السبع مائة ليرة بسبع مائة، وإياك أن تفكر بكأس متة فقد تجاوز سعرها الألف وخمس مائة ليرة ألف وخمس مائة.

ونصيحة طبية تخلَّ عن عشائك ونم خفيفاً فتوفر فوق الألفي ليرة ألفين. وبجردة حساب ليومك الطويل تكون قد وفرت فوق الخمسة عشر ألفاً وخمسين ليرة خمسة عشر ألفاً وخمسين ليرة. وقس على توفير ولكن إياك أن تفكر قبل نومك براتبك الذي لا يتجاوز الخمس وستين ألف ليرة الخمس وستين ألفاً فتقعد ليلك حزيناً مهموماً.

عزيزي يا صاحب الظل المفقود والدخل المحدود انسَ كل ما سبق فهو مجرد سيناريو لقصة نعيشها أنا وأنت نحاول خلاله قضاء يومنا الطويل بشطب الكثير الكثير مما نحتاجه من رصيد رواتبنا الخجولة التي بجردة حساب ندفعها بزيارة واحدة لمحل خضار نشتري منه ما نشتهي.

عزيزي يا صاحب الظل المفقود والدخل المحدود لي ولك الله وكفى..

ميساء رزق

تصفح المزيد..
آخر الأخبار