القبعات.. والقرى العطشى حبيت- جبلايا -عين التينة – الخالدية

الوحدة 24-5-2022  

 

لدى تمكن جهة ما أو أحد الأشخاص الفاعلين من تحقيق إنجاز قيم لخدمة الصالح العام أو المجتمع ككل بعد بذل مجهود وعمل متقن بإخلاص يقال: (ترفع له أو لها القبعة) ولكن هنا حيث معاناة أهالي/ قرى حبيت – جبلايا – عين التينة – الخالدية / من العطش لسنوات طويلة مع استحالة وضع حلول جذرية، اختلفت معادلة القبعة التي لم ترفع تهليلاً لأحد لعدم حل المشكلة بشكل نهائي لتاريخه.

فما الأسباب الغامضة التي تكمن وراء ذلك؟ وهل التحري عن أسباب استمرار معاناة تلك المنطقة من العطش وكشف الحقائق سينتج عنه رفع للقبعات من قبل الأهالي امتناناً أم إلقاؤها أرضاً امتعاضاً لعدم إيجاد حلول لمعاناتهم ؟؟؟ هذا ما سيتضح لنا من خلال بحثنا لنجيب عليه لاحقاً.

 إذ وجه أهالي قرى حبيت – جبلايا – عين التينة – الخالدية مجدداً نداء للمعنيين من خلال جريدة ” الوحدة ” لوضع حلول جذرية لعطشهم الذي أهرمه الزمن نتيجة الإجراءات الإسعافية الهشة التي لم تلق قبولاً ولا تهليلاً في جميع المراحل الماضية والتي كنا قد حاولنا فيها نقل استغاثاتهم من خلال تحقيقات صحفية سابقة تم نشرها على صفحات جريدتنا لتعود المعاناة نفسها مجدداً. فما الأسباب الغامضة التي تكمن وراء عدم الالتزام بالضخ المنتظم لتلك القرى بشكل دائم ؟؟ و للرد على هذه الأسئلة كان لابد لنا التوجه إلى مؤسسة مياه محافظة اللاذقية للشرب، إذ وضح لنا المدير العام للمؤسسة م. طارق إسماعيل قائلاً: يتم تزويد قرية عين التينة بمياه الشرب مرة كل (٨ – ١٠) أيام كما تقوم المؤسسة بتزويد قرى أخرى منها بليهون – الميزة – الخالدية – القموحية مما يسبب تأخر دور توزيع المياه بشكل عام، مضيفاً أنه لاختصار المدة الزمنية ستقوم المؤسسة قريباً بتغذية القرى المذكورة من خط الضخ مباشرة بدلاً من طريقة العمل بالإسالة سابقاً ما يفيد في تخفيض المدة الزمنية لإنهاء إروائها، وبالتالي يعود دور توزيع المياه لقرية عين التينة مرة كل ٤-٥ أيام، أما قرى حبيت – جبلايا فتزود مرة من٥-٦ أيام.

ولدى سؤالنا عن سبب عدم استثمار الينابيع الأخرى الموجودة ضمن قرية عين التينة مثال (نبع عين الجوزة) أجاب م. إسماعيل : إنها ينابيع محلية ويتم مراقبتها من قبل المؤسسة وأغلبها يجف في منتصف الصيف ولا يوجد جدوى اقتصادية أو فنية من استثمارها.

وعن عدم الإعلان عن أوقات الضخ من خلال التنسيق مع رؤساء بلديات القرى، أكد إسماعيل أن السبب هو عدم انتظام التدفق الكهربائي للمشتركين وبالنسبة لكميات الوقود وكيفية استخدامها في عملية ضخ المياه يتم استلام الوقود بشكل أصولي وفق برنامج توزيع أسبوعي بالتنسيق مع جميع الوحدات الاقتصادية الأخرى ووفق الإمكانيات المتاحة وتقوم وحدة مياه الثورة بتوزيع الوقود على كافة المحطات وفق برنامج ثابت، ويتم التأكد من سلامة الإجراءات من خلال متابعة وقراءة عدادات العمل المركبة على مجموعات التوليد أصولاً.

وحول سؤالنا عن بئر قرية حبيت الارتوازي الذي تم حفره للمرة الثانية من قبل مؤسسة مياه اللاذقية ماذا حل به وسبب عدم المتابعة وإكمال مراحل الحفر؟! بيّن م. إسماعيل أنه أثناء عملية الحفر ونتيجة لطبيعة الأرض والمنطقة أدى ذلك لحدوث هبوطات ما نتج عنه تعثر عملية حفر البئر واستثماره.

ولمعرفة بعض المعلومات غير المؤكدة التي وردتنا عن تقاضي بعض عمال المياه المكلفين بوصل وضخ المياه للأهالي ضمن القرى مبالغ مالية لقاء وصل المياه الأمر الذي يؤثر على عملية الانتظام بالضخ لبقية الأحياء، أجاب م.إسماعيل : أن المؤسسة متابعة لهذا الأمر مع رئيس الوحدة وعند وجود أي حالة بهذا الخصوص يرجى تزويد المؤسسة بالمعلومات وتفاصيلها ليتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال ذلك.

ولدى استفسارنا حول إمكانية إيجاد ووضع حلول جذرية لعطش تلك القرى (عين التينة – حبيت- جبلايا- الخالدية)، نوه م.اسماعيل لمشاريع الطاقة البديلة التي تقوم المؤسسة بدراستها واستخدامها بعملية الضخ ومن ضمنها مشروع إرواء قرى ناحية عين التينة وفق الإمكانيات الفنية والمادية المتاحة.

 تعقيب المحرر: تربعت معاناة أهالي قرى حبيت – جبلايا – عين التينة – الخالدية على صفحات جريدتنا منذ سنتين تقريباً وما زالت المشكلة عالقة إذ أن أغلب الحلول جاءت منقوصة ولحظية علماً أنه كنا قد نشرنا على صفحات جريدتنا في فترات ماضية شكاوى الأهالي أكثر من مرة وكانت المبررات حينها مرتبطة بضعف غزارة النبع الذي يتم الضخ منه إضافة لعدم تنفيذ المحولة الكهربائية والتي تساعد في عملية تخفيض مدة انتظار الضخ ولما تمت المتابعة وتنفيذ المحولة لاحقاً، ولما تلاها سقوط أمطار هائلة خلال العام الحالي وبالتالي تحسن غزارة النبع، ولما تمت عملية حفر بئر للمرة الثانية وقد باءت بالفشل أيضاً ومازالت المشكلة عالقة، الأمر الذي يستوجب على الجهات المعنية النظر بحال قرى مؤلفة من آلاف بل عشرات الآلاف من الأسر، والسؤال هنا هل ستكرس مؤسسة المياه جهودها قريباً وتفي بوعدها من خلال التنسيق مع الجهات الأخرى سواء مؤسسة الكهرباء أوالبلديات لتنظيم عملية الضخ؟ وهل سيتم متابعة عمل المشرفين على وصل المياه للأحياء ضمن تلك القرى لمنع التلاعب بحاجة الناس لقطرة ماء تروي عطشهم؟ أما السؤال الأخير والأهم هل سيرفع أهالي القرى العطشى قبعاتهم قريباً تهليلاً بانتهاء معاناتهم ؟! هذا ما ستوضحه لنا الأيام القادمة فالجميع منتظر ونحن وإياهم منتظرون.

جراح عدره

تصفح المزيد..
آخر الأخبار