زمن العزلة …

الوحدة 21-5-2022
يُعاني معظم أفراد الجيل الحالي حالة مُتفشية و مُزمنة من حالات الحرمان في دفء العلاقات الاجتماعية و حميمية الصداقات، و يُعد هذا الحرمان وسيلة مُؤثرة في تخريب صميم البنية النفسيةوالإنسانية لأجيال المستقبل الواعد ، و مما لا شك فيه بأن حالة العزلة القاسية تضرب حصارها حول جيل هذه الأيام رغم عدم وجود أي خطأ في تكوينه النفسي أو حتى في طريقة التربية التي تلقاها. فالحياة باتت محصورة جداً في شقق و بيوت أو حتى في أماكن ترفيه مغلقة الأبواب ، و نظراً لكثرة المشاغل وبعد المسافات وكذلك مشقة التواصل الشخصي فقد تلاشت فعلاً أواصر الأُسر التقليدية و آليات التواصل الشخصي المباشر و تم بدلاً عنها إحلال شتى تقنيات التواصل الحديثة من فضاء الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها أملاً في صون صحة الصداقة و استرداد عافيتها في حياة أبناء هذا الجيل اليافع . للصداقة أهمية بالغة في حياة الجميع فهي نعمة كبيرة تُعطيك إحساساً بالأمان و الانتماء، و كما قال أرسطو : ( أسرع شيء هو أن تتمنى صديقاً و لكن الصداقة نفسها ثمار تستوي ببطء)،و لا بد للمرء من تعلم فن الصداقة و خصوصاً عندما يكون صغيراً لأن ذلك يجعله قادراً فعلاً على تدبر أمور صداقاته بمفرده و كذلك التمييز بنفسه بين الجيد و الرديء في جو من الهدوء و السكينة بغية اختيار الصديق الأنسب و من الواضح أنه لا داعي للاعتقاد بأن شعور الوحدة لوحده هو ما يدفع و يحفز الإنسان لذلك، و على المقلب الآخر فلا فائدة أكيدة من غزل شبكة كبيرة من الصداقات يمكن للمرء أن يكون في وضع أنسب و أفضل من دونها ، ومن الجدير ذكره بأن الصداقة مستودع واسع للعظات و النصائح و العبر التي يتوجب بحق على كل إنسان أن يُنقب عنها و يستخرجها لأن نتائج هذا الفعل الإنساني تُحدد مصير المُجتمعات البشرية المحكومة بسنن و قوانين غير اعتباطية عبر الزمان تتحكم بالاتجاه المُراد الإبحار فيه لترسيخ قيم و مبادىء و أُسس مفهوم روح الصداقة الحقيقية.
 تحتل القراءة مكان الصدارة من اهتمام الإنسان بشكل عام باعتبارها الوسيلة الرئيسية لاستكشاف كل ما حوله و هي الأسلوب الأمثل لتعزيز القدرات الإبداعية الذاتية و تطوير الملكات، تُعتبر عملية التفكير العلمي مؤشراً هاماً جداً للذكاء و تنميته و تُؤدي إلى تطوير القدرة العقلية لدى الإنسان الذي يتمتع عن غيره من سائر المخلوقات بالقدرات اللغوية الكامنة في داخله والتي تُعد وسيلة هامة من وسائل النمو العقلي و المعرفي و الانفعالي مع عدم إغفال حاجتها الماسة إلى الصقل و التدريب بُغية رفع مستواها و تحقيق مُبتغاها، ويجدر الذكر بأن اللغة التي تُوصف بأنها مجموعة القوالب و الأوعية التي ينتقل من خلالها الفكر و الخلق و الاعتقاد هي نظام من الرموز التي تُمثل عُموم المعاني المختلفة التي تسير وفق قواعد معينة لكل مجتمع و تظهر على عدة وجوه منها : 
– الكلام : و يبرز في القدرة على تشكيل و تنظيم الأصوات.
– النطق : و يتجلى في الحركات التي تقوم بها الحبال الصوتية و جهاز النطق أثناء خروج الأصوات .
تُعد الممارسة الرياضية البدنية المُتطلبة لاستخدام جميع الوظائف العقلية هامة جداً للحياة ، و يجب أن تبدأ مع الإنسان منذ مولده و حتى رحيله من رحلة هذه الدنيا ، و هي بادىء ذي بدء تُزيل الكسل و الخمول من العقل و الجسم معاً وبالتالي تُنشط الذكاء و تُنعش الذاكرة، وكما يقول المثل المعروف بأن العقل السليم في الجسم السليم دليلاً على أهمية الاهتمام بالجسد الصحيح عن طريق نوعية الغذاء الصحي و الرياضة ، و تأكيداً على متانة العلاقة الوطيدة بين العقل و الجسد فالممارسة الرياضية من أهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستويين الفني و البدني و تُكسب القوام الجيد و تمنح المرء السعادة و السرور و المرح و الفرح و الانفعالات الإيجابية السارة و تجعله قادراً على العمل و الإنتاج و الإبداع و التميز و تحمل المسؤولية و رفع القُدرات العلمية و الطاقات الابتكارية.
د. بشار عيسى
تصفح المزيد..
آخر الأخبار