القصة الطفلية.. ودورها كنموذج للتربية الثقافية الموجهة للأطفال

الوحدة : 20-5-2022

على الرغم من ندرتها في توثيق وتفنيد الأدب الموجه للأطفال ، تطالعنا بعض الدراسات التحليلية والنقدية والتعريفية بهذا النوع الأدبي لتثبت مدى أهميته كنموذج من نماذج التربية الثقافية الموجهة للأطفال وكذلك لتؤكد الدور الهام لهذه الدراسات في تقييم الحركة الأدبية وتأطيرها بالمقومات والعناصر الواجب توافرها ضمن المجموعات القصصية والشعرية بما يخدم الطفل ويقدم له الفائدة و المتعة معاً . ( قصص الأطفال.. عناصُرها، أنواعها ) للباحث عبد المجيد إبراهيم قاسم ، تعد واحدة من هذه الدراسات الهامة في هذا المجال ، والتي أبرز فيها أهمية القصص الموجهة للطفل ، قائلاً : ” في إطار التربية الثقافية الموجَّهة للأطفال، تبرز قصص الأطفال كإحدى أهم الأساليب، ذلك لانفرادها بخصائص متميّزة عن الأساليب والأشكال الثقافية الأخرى، ولمقدرتها الكبيرة على التأثير في منظومة أفكار الطفل ومشاعره ” . ثم انتقل الباحث إلى تعريف مفهوم القصة الطفلية على أنها : فنٌّ أدبي راقٍ، يمتلك مقومات فنية خاصة، يقوم على مجموعة من الحوادث المترابطة، مستوحاة من الواقع أو الخيال، أو كلاهما، تدور في بيئة زمانية ومكانية، وتمثِّل قيماً إنسانية شتى، تفضي لنهاية يتوجَّب أن تكون خيِّرة. وقصة الأطفال وسيلة تربوية تعليمية محببَّة، تهدف إلى غرس القيم والاتجاهات الإيجابية . وهذا المفهوم للقصة الطفلية يتوافق مع تعريف الباحث «سمر روحي الفيصل» بأنها: (جنسٌ أدبي نثري قصصي، موجَّه إلى الطفل، ملائم لعالمه، يضمُّ حكاية شائقة، ليس لها موضوع محدَّد أو طول معيَّن، شخصياتها واضحة الأفعال، لغتها مستمدة من معجم الطفل، تطرح قيمة ضمنية، وتعبِّر عن مغزى ذي أساس تربوي، مستمد من علم نفس الطفل). وأورد الباحث قاسم في معرض دراسته أهمية قصص الأطفال وأهدافها ، فهي أداة تربوية تثقيفية ناجحة، تثري خبرات الأطفال، وتنمّي مهاراتهم، وتكسبهم الاتجاهات الإيجابية.. وهي تزوِّدهم بالمعارف والمعلومات والحقائق عن الطبيعة والحياة، وتُطلعهم على البيئات الاجتماعية. كما أنها تثري لغتهم وترقى بأساليبهم وسلوكياتهم . كما عدد الباحث عناصر القصة الأساسية وخصائصها والتي تتمثل في: « الفكرة، الحدث، الحبكة، الشخصية، الحوار، الأسلوب، والبيئة الزمانية، والبيئة المكانية ». وفنّد الباحث هذه العناصر بشكل مفصل مرتكزاً على مبادىء علمية ونفسية واجتماعية لتكون خصائص هذه القصص متناسبة مع بيئة الطفل ومراعية لمستواه المعرفي ومراحله العمرية . وختم الباحث دراسته بالقول إن : ” لقصص الأطفال خصائصُ وميّزات، نستطيع بواسطتها دخول عالم الطفولة، والاستجابة لطبيعتها، إذ تعمل على تهيئة عالم ساحر متنوِّع ؛ سحر الطفولة وتنوّع انفعالاتها، لذا تراهم يشغفون بها، يتوقون لسماعها، يندمجون بأحداثها، ويتفاعلون مع أبطالها، ومن هنا اكتسبت القصة تأثيرها الساحر على الأطفال ” .

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار