الإسكندر المقدوني إلى الشرق…

الوحدة : 18-5-2022

 

في محاضرة فكرية مراجعي في هذه المقالة ثلاثة كتب: اثنان منسوبان لأرسطو طاليس هما: “السياسة والفراسة في تدبير الرئاسة” يقال أنه بقي مخفياً في هيكل الشمس الذي سمي فيما بعد بمعبد “دلف” /12/ قرناً، ومعبد “دلف” هو الذي قصده “سقراط” ثم الإسكندر للإستنباء عن مستقبلهما.

وكتاب: “سر الأسرار” الذي خاطب فيه أرسطو تلميذه “الإسكندر” قائلاً : عندما اعتمدت إفشاء كل سر أعرفه إليك، فلم أكتمك الدواء الذي يعرف بالعصمة، وهو كنز الحكماء المكنون. أما الكتاب الثالث فهو كتاب “طه حسين” “قادة الفكر”، وفيه يتحدث “طه حسين” عن انتقال قيادة الفكر من الشعر إلى الفلسفة ومن الفلسفة إلى السياسة.

بهذه المقدمة استهل الأديب: “صالح سميا” محاضرته التي حملت عنوان: “الإسكندر المقدوني إلى الشرق” وذلك في صالة فرع اللاذقية ضمن أنشطة فرع اتحاد الكّتاب بالرقة.

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من أفكار، بداية أشار المحاضر أنه تسلم الشعراء قيادة الفكر في أول عهد العالم القديم بالوجود السياسي والاجتماعي، ثم انتقلت هذه القيادة إلى الفلسفة وبرؤية “طه حسين”: أن الفلسفة قد عجزت بالرغم من كل التغيرات التي أحدثتها في المجتمع اليوناني. وانتهت إلى إعدام “سقراط” بالسم وبيع “أفلاطون” عبداً في شوارع صقلية.

و” الإسكندر” هو الذي انتزع القيادة من الفلسفة ونقلها إلى السياسة. وكانت القوة المنوط بها حمل راية القيادة هذه مركزها في مقدونيا القريبة من الشرق الآسيوي والقريبة أيضاً من الغرب أي من اليونان مركز الحياة الفكرية والسياسية والأدبية. وذكر الكاتب سميا ما حققه الإسكندر من إنجازات وفتوحات وانتصارات على الرغم من تسلمه مقاليد الحكم وهو بعمر عشرين سنة بعد اغتيال والده فيليب المكدوني ملك مقدونيا، والذي كان قد أرسل لأرسطو يدعوه لتعليم الإسكندر وهو في الثالثة عشر من عمره وقد أمضى معه أرسطو خمس سنوات جعله خلالها هيناً ليناً دمثاً لطيفاً مغرماً بالفروسية والرياضة والقنص. بالإضافة إلى إعجابه بهوميرس والألياذة وبالبطل آخيل الذي اعتبره مثله الأعلى.

ثم سرد “سميا” كيف وصل الإسكندر إلى الشرق متجهاً بسفنه بداية صوب آسيا الصغرى، واستولى على مدنها، ودخوله كيليكيا وبر الأناضول ووصوله إلى أبسوس قرب خليج اسكندرونة ثم اجتيازه مضيق بيلان متقدماً إلى سورية ولبنان وفلسطين ومصر حيث أمر ببناء الإسكندرية فيها وأنشأ فيها منارة غدت من عجائب الدنيا السبع. كما وصل إلى الهند والمحيط الهندي وأمر أسطوله باكتشاف سواحل الخليج الفارسي. وقد عاد الإسكندر إلى بابل عام /325/ وقام بتنظيم مملكته رافعاً لواء الحضارة اليونانية وآدابها وفلسفتها وكان هدفه من افتتاح العقل وتوحيده.

حيث فهم الإسكندر مقاصد الفلسفة وجد في تحقيق طموحها. الأمر الذي أتاح للآداب اليونانية والفلسفة أن تتغلغل إلى أعماق الشرق وتؤثر في نفوس الشرقيين.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار