ناي من ريح .. عزف، أم رسم بالكلمات ؟

الوحدة 16-5-2022

ناي من ريح عنوان المجموعة القصصية القصيرة للكاتب الدكتور المهندس محمد ياسين صبيح، المدرس في جامعة تشرين باللاذقية. يعزف الكاتب ما كتبه بناي من روحه .. ويبدأ بتاريخ الماء. حيث تدون الجباه أخبار الطين، وقد تحفر بئرك قبل أن تسقط فيه !! أسئلة، بل تساؤلات عن الماء، والموت في القصة الأولى من المجموعة. ثم يأتي ” التشكيل ” الذي لا يأتي إلا نادراً !! في ” مراعي الليل ” وديان، ونسمات منعشة، أشجار، ودروب ضيقة، وخيبة. حيث المراعي المنكسرة .. وناي الراعي المبحوح دائماً، ومحاولات لتدفئة الصدى. وهو يدخل دروب القرية حذراً من نشاز نايه. متسربلاً بالتأمل الذي تخرقه رائحة القطيع . إلى ” الحب وراء الجدار ” وأحلام شاب تخلص من التأتأة للتو، ومن خوف الحديث إلى الفتيات والخجل. في ” ظل على المفرق ” دخان، وسيجارة متروكة على منفضة الوقت، وارتشاف القهوة ، ومطر يسقط رذاذاً، ثم بقوة حجر كأفكار غريبة تسقط فوق رأسك عندما تمشي بجانب حديقة مبعثرة الأشجار، واللعب بالنرد، وخربشات على الورق، والتحليق كفراشة لتكون الحالم، أو البائس. وفي ” اللوحة الأخيرة ” يوجد قلم رصاص مكسور ،وظل رجل، ووجه مترقب. وانزلاق فرشاة الرسم سهواً .. إلى حائط بلا مدينة، مهجور، من الحجر الرملي، وطفل يدخل الحائط، ويخرج، وهو يحمل كأس ماء لوالدته عساها تعود لوعيها .. يدلق الماء في فيها، وينام في ظل الحائط الكبير. ويستمتع حميد في ” عواء لليلة ناقصة ” وهو يلهو بقط رمادي ربط إلى ذيله إصبع ديناميت. لكنه يبكي إلى الأبد على قبر أمه !! وفي ” صراحة الحيرة ” الموت المؤجل، وسور المنشية، ونوافذ بلا أرصفة. بلا جدران مشرعة على المدى وأبو سعيد، والباب الموصد خلف المدينة، وتمنيات وسؤال : أين الباب ؟ ” القبو إلى السماء ” ليس قبوا بل ملاذاً عميقاً للأعلى .. إذ يهبط نحو الباب، ويصعد نحو البيت!! وأكثر ما يزعج دخان السيارات الشاحنة. أسراب الفراشات أو الطيور السوداء، أو أسراب طائرات ترمي صوراً أو حمماً لا فرق .. في ” مقهى على الحلم “.ولا فرق إن مشى حافياً أو .. حتى ” باب بلا مقبرة ” حيث يسرع أبو محمود كعادته في كل مناسبة دينية إلى المقبرة التي امتلأت بالقبور وبقبر ابنه الحبيب، الوحيد. يزرع الحبق فوق القبر، يغرس الريحان ليبقى أخضر كروحه. لكن يبدو أنه نسي أن يضع باباً على المقبرة فلكل شيء باب حتى الموت !!! مجموعة من القصص القصيرة هي لوحات من حياة تندرج بين الواقعية والتراجيديا والانطباعية.. كالرسم .. ولا عجب .. هو رسم بالكلمات. يجدر بنا أن نذكر : أنه تمت طباعة هذه المجموعة في دار غراب للنشر والتوزيع بالقاهرة.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار