الوحدة : 13-5-2022
” عزازيل” عمل روائي مبدع وخطير، مبدع لما يحتويه من مساحات حوارية إنسانية مكتوبة بحساسية مرهفة تمتزج فيها العاطفة بالمتعة، وخطير لأنه يتضمن دراسة في نشأة وتطور الصراع المذهبي بين الطوائف المسيحية في المشرق، والكاتب هنا يتمتع بالموهبتين، موهبة المبدع وموهبة الباحث، وكثيراً ما تتداخل الموهبتان في هذا العمل، ومن خلال قراءة متأنية لهذه الرواية ندرك سمو أهدافها، ونبل غاياتها الأخلاقية والروحية التي هي تأكيد لقيم التسامح وتقبل الآخر، واحترام حق الاختلاف، ورفض مبدأ العنف. ولغة الرواية لغة شعرية، تترجع فيها أصداء المناجيات الصوفية، وبخاصة حين نقرأ مناجاة – هيبا.. – لربه. يوسف زيدان، ربما كان أول روائي غير مسيحي يكتب عن اللاهوت المسيحي بشكل روائي عميق، ويحاول أن يعطي حلولاً لمشكلات كنسية كبرى، إن الكاتب اقتحم في هذه الرواية حياة الأديرة ورسم بريشة راهب أحداثاً كنسية حدثت بالفعل، وكان لها أثر عظيم في تاريخ الكنسية القبطية، عزازيل عمل روائي فني ممتع ومفيد ومثير.
د. رفيف هلال