الوحدة:10-5-2022
يعد ماء الزهر من أساسيات البيت السوري، وله استخدامات عديدة كمنكه ومطيب محبب للحلويات وكعلاج للمغص وللبشرة وغيرها. و يُستخلص ماء الزهر من زهر شجر الحمضيات، مثل: البرتقال، والليمون، وخاصة الليمون من نوع أبو صفير، ويعرف في اللاذقية باسم “زفير” أو الليمون البري المر، وهذا النوع من الحمضيات يُزرع فقط لتقطير زهره واستخلاص ماء الزهر منه، ولا يؤكل ثمره وإنما يستخدم قشره لصنع المربى، وينمو هذا الزهر عادة على الأشجار في فصل الربيع في الفترة الممتدة بين الثلث الأول من شهر آذار وحتى نهاية شهر نيسان. وتعد عملية صنع ماء الزهر من الحرف المعروفة بشكل واسع وتقوم بها ربات البيوت في موسمها. حدثتنا السيدة صباح ضاهر عن طريقة عمل ماء الزهر في البيت، قائلة : تتم عملية تقطير ماء الزهر بشكل يدوي بواسطة خطوات بسيطة، باستخدام أداة منزلية تسمى الكركة، وتستمر هذه العملية مدة تزيد عن ست ساعات ، تبدأ الخطوة الأولى بقطف زهر البرتقال أو الليمون، وتنقيته وغربلته من الأعواد، وبعد ذلك غسله بشكل جيد من ثم تقطير الزهر باستخدام وعاء معدني يستخدم بشكل خاص للتقطير يسمى الكركة، ويتم صناعته من الستانلس ستيل، أو الألمنيوم، أو النحاس، ويتكون من جزأين: سفلي وعلوي،حيث يتم وضع الزهر في الجزء السفلي وغمره بالماء، ويقفل الجزء السفلي الخاص بالكركة باستخدام الجزء العلوي الذي يستعمل لوضع الماء البارد فيه، وتضيف السيدة صباح أنه لا بد من الانتباه إلى إبقائه بارداً كل الوقت لأن الماء البارد يعمل على تكثيف بخار الماء المتصاعد من الماء المختلط بالزهر بعد الغليان، حيث يتم وضع الكركة على نار قوية جداً حتى تغلي، بعد ذلك يتم تهدئة النار عندما تبدأ قطرات الماء بالنزول من داخل الأنبوب البارد الخاص بالكركة، وبعد ذلك يتم جمع الماء الذي ينزل من داخل هذا الأنبوب في إناء جانبي غالباً ما يكون مصنوعاً من الزجاج، وهذا الماء هو ماء الزهر المقطر. يذكر ان ليتر ماء الزهر وصل سعره هذا الموسم إلى عشرين ألف ليرة سورية.
هلال لالا