الوحدة : 6-5-2022
شهداؤنا قناديلنا التي أنارت وتُنير دروب الوطن.. أرواحكم الطّاهرة التي ارتقت لتعانق علياء الكون.. الشّمس اليوم خجلةٌ من ضياء سموّكم، والنّجوم ورِعةٌ من تُقى بهائكم. ثرانا الذي تخضّب بنجيعكم الأطهر يعانق عبقه طيْب المسك والبخّور.. يا مَن لبّيتم نداء الوطن، وحملتم أرواحكم على أكفّكم.. تُسابقون القدَر قضاءً ومفازةً، فيَهابكم الموت ويُهزم، لطالما ناشدتم بمُناكم مُلاقاته. معكم تتغيّر أبجدية الموت، بعد أن سطّرتم بعظيم تضحياتكم أبجديةً جديدةً للحياة، مفرداتها تبعث الرّوح في الأرض والإنسان.. وألِفُ بائها تخلّدكم منارةً تشعّ ببطولاتها لتلامس سقف العالم وسماءه.. لئن طافت أرواحكم وحلّقت فإنّ ذكركم النّقيّ ووصاياكم المعتّقة بالصّبر والصمود ماتزال موصولةً بحبل سُرّة الأيام، حاضرةً كأنّما سُبكت من قداسة أجسادكم وعُتّقت من رياحين تضحياتكم والفداء، فغدت نوراً على نور. تشتاقكم أمّهاتكم ونساؤكم وأطفالكم وأهل دياركم، وكروم العنب والتفاح، وبيادر القمح، وأشجار التّين والزّيتون.. تفتقدكم جلسات الأنس والسّمر.. هناك فوق جفن عاشقةٍ طال انتظار مآقيها المعلّقة على دروب القمر، تناجي السماء ليردّ رجع الصدى خاوياً إلا من صوت حبيبٍ عانق بروحه وجنتيها فأطالت الغفران والرّحمة والسّلام والرّجاء بعاجل اللقاء ولو في المنام.. تخشى الغفو فيمرّ طيفه عاجلاً ممتطياً سرج النجوم ومِعراج السّماء. جراحكم النّازفة لازالت تقطر أريجاً في أرجاء قلوبنا.. وأصواتكم الحقّة تعانق وجه الكون فيزهو شموخاً وعزّاً وفخاراً، وأبصاركم شاخصةٌ عالقةٌ هناك على أكتاف المستحيل، وأياديكم قابضةٌ على زناد السّحاب.. وعلى مذبح الوطن قدّسَت أرواحُكم بالشّهادة المحراب.. هنيئاً لكم شرف الخلود، وطِيْب الجنّة الموعود.. يا مَن سقط جبروت الطغاة تحت نِعالكم، وتكلّل جبين الشّمس بأكاليل الغار فوق هاماتكم.. لذِكركم الخالد في سِفر البطولة المجد المشرّف.. ولأرواحكم الطّاهرة نحني الهامات إجلالاً وإكباراً، تقدّسَ عيدكم شهداؤنا الأبرار.
ريم جبيلي