الوحدة 2-5-2022
فرحة الأطفال بانتظار العيد لا تفوقها فرحة سوى انتظار وربما الحصول على العيدية، التي يحسبونها بالأرقام ويضعون الخطط والمشاريع لصرفها، ولا تعجبهم أبداً فكرة الأم عندما تقترح أن تحتفظ بها.
وبالرغم من اختلاف مظاهر الاحتفال بالأعياد مع مرور الوقت، إلا أن “العيدية” ظلت محتفظة ببريقها ولا تزال محط اهتمام الجميع وعرفاً سائدأ.
وحسب مدرس اللغة العربية علام أبو النور: العيدية لفظ اصطلاحي، أطلقه الناس على كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود في موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف، وكانت هذه العيدية تعرف بـ “الرسوم” في أضابير الدواوين، ويطلق عليها “التوسعة” في وثائق الوقف.
وإذا كنا نقدم لصغارنا عيدية العيد هذه الأيام، فإن الفاطميين قد حرصوا على توزيع العيدية مع كسوة العيد خارجاً عما كان يوزع على الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية، وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى أحد أبواب قصر الخلافة.
إن الفاطميين أطلقوا اسم “عيد الحلل” على عيد الفطر المبارك، حيث كانوا يتولون كساء الشعب، وخصصوا لذلك ١٦ ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك، وذلك في العام ٥١٥ هـ. أما بالنسبة للكعك فقد تم تخصيص عشرين ألف دينار، وتم إنشاء دار حكومية في العصر الفاطمي تحت اسم “دار الفطرة” التي كانت تعمل منذ شهر رجب حتى النصف من رمضان، وتستخدم مقادير هائلة من الدقيق والعسل والفستق المقشور، وكان أكثر من مائة عامل يتولون صنع الكعك.
وقد أخذت العيدية الشكل الرسمي في العصر المملوكي، وأطلقوا عليها “الجامكية”، وكانت قيمتها تختلف بحسب المكانة الاجتماعية، فالبعض كانت تقدم لهم العيدية على هيئة دنانير ذهبية، فيما كان البعض الآخر يحصلون على دنانير من الفضة، أما الأمراء وكبار رجال الدولة والجيش فكانت تقدم لهم العيدية على هيئة طبق مملوء بالدنانير الذهبية بالإضافة إلى الحلوى والمأكولات الفاخرة، كهدية من الحاكم، وتقدر العيدية بحسب الرتبة التي تقدم لها.
فيما بعد اختلفت طريقة تقديم العيدية بشكل كبير؛ فبدلاً من تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبية، أصبح يتم تقديمها في صورة هدايا ونقود للأطفال واستمر ذلك التقليد حتى وقتنا الحالي.
هلال لالا