الوحدة 30-4-2022
إذا أردت أن تتحلّى بعدد قليل من أقراص المعمول، عليك أن تنسى مكرمة المنحة، لذلك علينا كأصحاب للدخل المحدود أن نحسب حساب ونعدّ لما فوق المئة قبل السقوط بتلك الصينية، فلهيب نار فرنها ستكوي أصابعنا إلى ما بعد العيد وعطلته الطويلة التي تصلح لموسم قِطاف الزيتون، هي عطلة ترفيه إجبارية علينا أن نمشي بين قافلة العميان، وأن نخضع لقانون ترفيه العائلة مثل أمثالنا الكثيرين حتى لا نتوه عن نكهة العيد التي ورثناها أبّاً عن جد، فتلك الوليمة التي ترتعش أوصالنا بذكرها لا بُد من الوقوع في براثن زفرها، لكي تتحقّق الوصلة الغنائية الرائجة (من العيد للعيد)، وهي غصّة عالقة في حلوقنا أيام الرخاء وتحديداً قبل أن تتكالب على بلدنا ضباع العالم، حيث كنّا قبل ذلك العقد عندما نتوه عن وليمة سريعة التحضير نستنجد بباعة الفروج المشوي وليراته البالغة ١٢٥ ل.س .. وبعيداً عن الزفر ودهونه الضّارة، وكذلك صواني الحلويات متعدّدة الأشكال والأنواع، علينا إقناع عوائلنا متفهمي الوضع الصعب (زائر الجميع) بدون استثناء، أنّ حياتنا الحالية بحاجة إلى القنطار الكبير من العقل والتفكير ملياً للخروج من هذه العطلة بأقل الخسائر والاكتفاء بتلك النار وما فوقها من قطعٍ لجثث الطيور البيضاء، والابتعاد قدر الإمكان عن الّلحوم الحمراء القاسية بكل الأحوال، كما أنّ صينية متواضعة من النمّورة قد تفي بغرض التحلاية، إضافة إلى ذلك فإنّ هناك اتفاق (مبطّن) بين المعارف والأقارب حول الزيارات المتبادلة وتخفيفها قدر الإمكان وعدم الامتثال (مؤقتاً) إلى ما قيل عن إكرام الضيف وإغاثة الملهوف، وكذلك المثل المخيف من داس العتبة…وغيره مما قاله أصحاب الكرم والدق على الصّدر، ووضع كل ذلك على رمال المدّ والجزر الشاطئية ولو في وقتنا الراهن.
سليمان حسين