مــــع روايتهــــــا الأولـــى … لـــــن تنطفــــئ اللهــــــفة

العدد: 9320

26-3-2019

على طريقتها الأدبية الإبداعية الغاية في الروعة عرّفت عن نفسها:
أدعى غصون محمد غفرجي، سّجلت مكاناً في هذا العالم بتاريخ 27/10/2002 فكُلٍّ منّا يمتلك طريقة مختلفة عن الآخر في التعبير عمَّا يحمل من مشاعر وأفكار، سواءٌ للتهرّب من ألم ما أو تعبيرٍ عن فرح اعتراه.
لرُبما نشأت روح الكتابة داخلي لا تُحدَد ببداية معينة، لأنّني خلدتُّها هديةَ عطاءٍ من الله لي، ولكنني منذ طفولتي يحمِلُ فمي كلماتٍ أشبه بحبة سُكر تُمنح للمُستمع أمامي، وفي مدرستي خاصةً عندما يُطلب منّا كتابة (موضوع تعبير) أنالُ المرتبة الأولى وأُكرَّمُ غالباً.
ولدت معي غريزة المطالعة العطشى دوماً، فهي تتقبّل جميع أنواع الكتب (الثقافية والدينية والعاطفية وغيرها..) ولن تُرتوى أبداً.
في سن الخامسة عشر(مرحلة التعرّف على الأصدقاء، الانخراط في المجتمع وعلاقاته).
بت أكتب عن تقلّبات مشاعري وقناعاتي، لم أكُن على اهتمام.. إن كانت موهبة أم غيرها، جلَّ ما أعرفه أنّني بهذه الطريقة أفرّغ طاقتي السلبية للورق فأشعر وكأنَّ ثقلاً أُزيح عن عاتقي أو أخلّد حدثاً جميلاً مررتُ به، وعندما أعاود قراءته أشعر بالفرح مجدداً.
بعدما نِلتُ شهادة التعليم الأساسي بدأت أترجم أفكاري وما يراودني على شكل حروف وطلبت من صديقاتي القراءة، فأبدين إعجابهنّ الشديد بمحتوى ما كتبت، والبعض طلبن منّي أن أكتب لهنَّ عن شعورهنّ في علاقة معينة، ما ساعدني على ذلك أنّني فتاة اجتماعية ومحبوبة الشخصية أيضاً، ما دفع الكثير ممّن أعرفهم على الاندماج معي في نقاش معيّن أو التحدّث عن حياتهم، فازداد عقلي ثراءً بكينونيّة مجرى هذه الحياة.
بدأت نشر نصوصي وخواطري على مواقع التواصل الاجتماعي في المجموعات والصفحات العامة والتي الآن لم أنسَ كلمة واحدة سقَت دافع الأمل داخلي، الأمر أشبه بزرع بذرة صغيرة في قلبي، فتنمو مثمرةً ثمار السعادة ودافع الاستمرار داخلي.
شاركت في مسابقات أقامتها مدرستي وفي المركز الثقافي أيضاً، منذ مدَّة بدأت في كتابة روايتي الأولى ولن أكشف عنها حتى لا تنطفئ اللّهفة.
الكتابة ملاذ بعيد عن وصفها، لكن هل تدركون شعور الطائر عند عودته إلى عشّه في يومٍ ماطر؟ هل تفهمون مدى سعادة أرضٍ جافة مشتاقة بعد أول قطرة ماء؟ هل تشعرون بدموع مغتربٍ في اللحظة الأولى عند عودته إلى وطنه، بعدما ذاق مُرّ الغربة؟
هذا ما تعنيه لي الكتابة وأكثر، إنّها انتمائي، لا أود أن أكون نسخة بشرية عن الذين سبقْنَني، أن أدرس ثم أتزوج فأبني عائلة أو غيرها، ويكون ختامي الموت أودّ أن أترك أثراً في هذا الكون أنني كنت هنا، في رواية ما… أو في فكرة شاركتها مع أحدهم… ليس فقط عن طريق الكتابة، أطمح لمكانةٍ أنفرد بها في ذهن كلّ من عرفني… أما عن حياتي الحاليّة فأنا في الصف الثاني الثانوي وأستعد باجتهادي وإرادتي لاستقبال العام الذي يفصلني عن هوّية مستقبلي، أودّ أن أصقلها بصدور روايتي الأولى وتكريمي لجهودي عندما أستلم شهادتي الثانوية.
ولن أتوقف عن الحلم أبداً حتى أخلقه واقعاً.
وهذه مقتطفات ممّا كتبت (سخرية القدر):
وددْت أن أشرح له شعوري عند عودتنا معاً
إلى عشّنا بعد يومٍ ماطر
لكنه اختار الرّحيل وحدثت الفاجعة . .
ينادي قلبي فيروز فتغني عنه
هب الهوى وبكاني الهوى ..
لأول مرّة ما منكون سوى
الاختلاف الوحيد عن فيروز أنّ السائل لم يكن الناس
كان السائل محاولاتي (أين ذهبت)
وهنا جمرة حارقة سقطت من عيني ببرود كتلة الجليد
تناقض قاتل!
ثم عانقني الندم وانهرت باحتوائه .. أثقلني!

لانا شعبان 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار