العدد: 9320
26-3-2019
ويسأل أحدهم: تُرى هل مفهوم الأفضل مفهوم مغلق؟ هل مفهوم الأفضل مفهوم مُطلق؟ هل مفهوم الأفضل مفهوم منغلق؟
وهذه الأسئلة المشروعة للإنسان والمطروحة على نفسه قبل أن تُطرح عليه من قبل أخيه الإنسان، تجعلنا نقف مع أنفسنا كثيراً وأكثر ممّا يمكن لنا أنْ نحدّد من الوقت، في حضرة هكذا أسئلة نقف باحثين عن الفروق بين المعاني، بين الإسقاطات التي يمكن أنْ تتخذ منحىً واحداً أو أكثر من منحى عبر تحليل هذا المرء أو ذاك للمفهوم والإسقاط الذي يعتمد زواياه أو فراغيته.
ونحن نجدُّ في بحثنا نجدُ أنفسنا وبكلّ صراحة وشفافيّة قد أدركنا أنّ المفهوم يحتاج إلى البحث في التفصيل الجزئي وليس الحديث بالمطلق الكلّي، فبعضنا ينظر إلى مفهوم الصّورة الفُضلى بأنّه الغاية التي نبحث عنها على أنّها بعيدة جداً، والحقيقة على عكس تصوّر البعض، فالحقيقة ليست هكذا، بل إنّ هذا السعي هو حقيقة موجودة وقريبة، وليست بحاجة إلى البحث والتنقيب عن تجليات وتمظهرات المفهوم بالقدر الذي يظنّه البعض، كما أنه ليس بالظاهر الواضح لدرجة الجلاء وقدرة الجميع الوصول إليه.
إنّه مفهوم الأفضل، المفهوم المقترن بالمرحلة الحالية التي ترتبط بالظروف الآنيّة على المعطيات الموجودة والتي من غير الممكن توفير الأفضل،لذا نجد هذا المفهوم مفهوماً ناقصاً وليس كاملاً ولا تامّاً، أي أنّ الشخص يسعى إلى التمام في مرحلة فـَيصِلُ إليها ولكنه يُدركُ بعد حين من الزمن أنّ هذا التمام لا يُشكّل إلا نقصاً حادّاً في تمامه المنشود أو أنّه لا يمتُّ له ولا إلى تمامه المَسعيّ إليه بِصلة.
إنّ وصول الشخص إلى التمام في مرحلةٍ ما لا يعني بالضرورة الوصول إلى التمام المطلق.. لأنّ منظور الشخص بعد حين يختلف عن منظوره قبل الآن ، ولذا نستطيع أنْ نقول:
إنّ المفهوم مغلق على مرحلة وبابه مقفل عليها، ومن الأفضل أن نسميّ مفهوم الأفضل بالمفهوم الارتباطي، وأعتقد أنّه من المنصف أنْ نقول:
إنّ المفهوم متجدد ومنطلق، لأنّ مفهوم الحياة بالمجمل قائم على التجدد الذي نسعى من خلاله إلى الانفلات من القيود والتطلع إلى ما بعد الحدود.
نعيم علي ميّا