سماك محمد : أدوات بســـيطة وشـــغف بالــــفنّ كافيــــان أن يبعثـــا في الحـــــديد روحـــاً

العدد: 9320

26-3-2019

 

فنّ عالمي برع فيه فنانون، قدموا لوحاتهم وأعمالهم النحتية الغريبة، لاسيما لجهة المادة الخام المستخدمة، وعلى الرغم من بساطة تشكيلها كما تبدو للناظر إلا أنها تحتاج دقةً وتركيزاً وبراعةً عالين لصنع أشكالها التي تتصدر واجهات المحال وتتخذ لها ركناً خاصاً في البيوت تحفاً وتماثيل وجداريات إنه فنّ نحت الأسلاك المعدنية.
الفنان سماك محمد أوّل سوريّ يبدع في هذا الفنّ، يلفّ أسلاكه وينسجها كما لو أنها خيوط يغزل بها لوحاته ومجسماته، لينضم إلى قافلة المبدعين العالميين في هذا الفنّ.
يقول عن موهبته المتفرّدة هذه: إنها ليست بالفطرة، إنما وليدة الظروف الراهنة، أردت التوحّد مع شيء ما فكان الفن هو الأقرب إليّ، ولدت الفكرة وبدأت أعمل عليها وأنمّيها وساعدني شغفي بالرسم، إضافة إلى التشجيع والاستحسان الكبيرين اللذين لاقتهما أعمالي التي نالت وتنال إعجاب الكثيرين.
وعن أدواته والوقت الذي يستغرقه إنجاز أعماله قال: أستخدم أدواتٍ يدوية قوامها القطّاعة والكمّاشة وأحياناً آلية، لكنها بسيطة جداً، ويتراوح وقت إنجازها بين يوم واحد وشهر، أجلس ساعات طوال متواصلة، أمسك ببداية السلك المعدني وأشكله وفق تصوّر معين دون قطع أو وصل أو لِحام، بين انحناء والتواء تتشابك الأسلاك وتتراصّ جنباً إلى جنب أو فوق بعضها، مع بعض الإضافات كالأحجار الكريمة مثلاً.

أما تصاميمه ومجسّماته تحدث عنها قائلاً:
أقدم تصاميم بأفكار متنوعة، أعمال معدنية، إكسسوارات، أنتيك، نحاس وحديد وألمنيوم، مطعّمة بالأحجار كالعقيق والفيروز والكوارتز والكريستال والأحجار البلّورية الملونة، إضافة إلى البرونز، أيضاً الريزين.
ويتابع : ( أدوات بسيطة وشغف بالفن كافيان أن يبعثا بالحديد روحاً) أعتمد أفكاراً خلاّقة وابتكارات جديدة تحوّل الأسلاك إلى مجسمات ولوحات ناطقة بلمسات تحمل ذوقي الفنّي وإحساسي المترف بالإبداع، وأحرص على التنويع في الأبعاد والأحجام والأوزان والسّماكات، لتأخذ أشكالاً مختلفة بعضها مجسمات فراغية 3D وبعضها تشكيلات يدوية للديكور، قلادات ، جداريات وبعضها نحت سريالي بالأسلاك، أو أغلّف بها القطع والأواني الزجاجية وأكسوها حلّة جديدة، وجميعها قابلة للاستخدام.

لمفردات الطبيعة والحياة والإنسان والمرأة خاصة حضور لافت في أعماله، يقول في ذلك : بعض أعمالي رمزية فيها تقاطع لأفكار عدة أجسّدها بشكل واحد، كالمرأة التي تجمع عشتار ونفرتيتي وعشتروت وغيرهن في جسد امرأة واحدة، وأقدم الطبيعة في كثير من مجسماتي وخاصة الأشجار لما ترمز إليه من قوة وصلابة، إضافة إلى بعض القطع ذات الرمزية الواضحة والبسيطة، وأتعمّد استخدام ألوانٍ قوية كالأحمر مثلاً في رمز إلى الحبّ والقوة والتفاؤل وتأثيره الإيجابي اللوني والزمني والإنساني.
أما الصعوبات التي تعترضه فقال: إنها مادية في أغلبها إضافة إلى ضعف الدعم والترويج الإعلامي، فمقومات النجاح لأي عمل فنّي تتوقف على وجود المادة الأولية والسيولة المادية إضافة إلى التميّز في التصميم الذي يتطلب جهداً كبيراً وقدرة على إبداع وابتكار الجديد.

في الختام:
فنّ نحت الأسلاك ( Wire art) فنّ عالمي، أتمنى أن يلقى الرّواج والدعم على المستوى المحلّي، وأتوجّه بالشكر الجزيل إلى كل من دعمني ولو بكلمة، وأدعوكم عبر منبر( الوحدة) إلى حضور مشاركتي الأولى في المعرض الذي سيقام في السابع من نيسان المقبل في دار الأسد للثقافة باللاذقية.

ريم جبيلي 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار