الوحدة:26-4-2022
صدر مؤخراً للشاعرة السورية و عضو اتحاد الفنانين التشكيليين، رنا محمود كتابها الرابع، بعنوان: “حين ترسمني القصيدة”. بعد مجموعاتها التي حملت عناوين: ( صرخة أنثى – الأرض بعض ظلي – سر نبوءتي ). المجموعةالجديدة صدرت عن دار الينابيع للنشر والتوزيع، متضمنة (٤٧) قصيدة جمعت بين العاطفي والاجتماعي و الوجداني والوطني ، حيث تطرح الكاتبة أفكاراً وقضايا هامة في حياتنا بأسلوب أنيق ورشيق وسهل. تتخلل النصوص مجموعة لوحات بالأبيض والأسود تحاكيها و تعد امتداداً بصرياً لها. ورغم حضور العنصر المأساوي في هذه النصوص من ألم الفراق والهجرة والحرب والموت كان الأمل حاضراً ، وقد وظفت الشاعرة في بعض النصوص الرموز الأسطورية تأكيداً على سحر التاريخ وألقه و خطوطه الدائرية. سمو في العاطفة و عمق بخلجاتها الشعورية والنفسية و التي تعكس صدق تأثرها بالواقع. تتميّز نصوص “رنا محمود” بلمسة خاصة وعطر أنثوي مميز ونظرة وجوديّة فلسفية كما في نص ( أحاجي السؤال) : مايشغلني في سفر التكوين معجزات الخلق أنظر إلى السماوات والارض فأرى متسعاً لقلبي أنظر إلى النور والظلمة فأرى قناديل عقلي المعلقة على أبواب أرسطو وديفيد هيوم تسير أمامي وأنا أقرأ الوجود والزمن أرى المظالم و الأذى. وللوطن وإيماناً منها أن قضيتنا بالأرض واحدة سورية وفلسطين ، كان نص (عناق الأختين المعذبتين) . أيضاً تناولت قضية المرأة وحريتها وانعتاقها كما في (صفعة من امرأة حرة ) و في(سر الريح) مطلعها: على مصباح نبض القلب أتصفح قلب التاريخ و صفحة التكوين وعن الحب (بسملة الحب)و(ثورة العشق) تقول فيها : أنا الأنثى التي هزت عرش الحروف أنا الجمر الذي يبعث في الرماد ثورة العشق أنا تهاطل النجوم عليك ليحيطك بحصاري العنيد. ويظهر تمردها في أشعارها ، وهناك حضور لرموز أسطورية ألوهية، مثل عشتار و إنانا رغم تباين بعض الانكسار للمرأة في بعض النصوص العاطفية. تطرحها الشاعرة بأسلوبها الممتع. نذكر أن الشاعرة جمعت بين الشعر والفن . ممّا جعل لكتاباتها طابعاً خاصاً بها تؤكد من خلاله على العلاقة الوثيقة بين اللوحة والقصيدة من خلال ” الفاتحة ” النص الأول الذي افتتحت به ديوانها: الفاتحة كنهرين يجريان بي حيث المصب قلبي الذي تلونه الدماء وتكتبه القصائد فأنا لوحة مامر الزمان عليها وقصيدة لاتتسع لها الخرائط .
رفيدة يونس أحمد