الوحدة:26-4-2022
هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟ .. لقد بات من الضروري القيام بتلك المهمّة وإحياء الموتى من بعض معامل الصناعات الغذائية المتعدّدة التي قتلها سوء التصرّف والتفكير المستقبلي، حيث كانت تلك الصروح التي تم إيقافها تُنتج أجود أنواع الغذائيات المتنوّعة، وأهمها معمل كونسروة جبلة وما كان يُقدّم من مواد يصعب على القطاع الخاص إنتاج مثيل لها ومجاراتها من حيث الجودة والقيمة الغذائية البحتة. الآن .. وبعد أن تم الخوض في غِمار الفقْد والحرمان من أهم المرتكزات والاحتياجات الأساسية الغذائية في مجتمعنا لأسباب متعدّدة وأهمها (الحصار الاقتصادي) بات من الضروري القيام بجهود حثيثة لتأمينها بطرق عديدة، سواء عن طريق الاستيراد أو عن طريق الاستعانة بالقطاع (الخاص) الذي بادر إلى سحب البساط من تحت أعمدة الاقتصاد المحلي القائم على دعم الأسواق والمواطن بمنتجات بديلة كانت مؤسسات الدولة هي السبّاقة لخوض ذلك المعترك الصناعي الهام. وتُعد عمليّة التصنيع الزراعي الفائض بشكل عام هي عمليّة إنتاج المواد الغذائية وتعليبها لينتج عنها مواداً غذائيّةً ومأكولات صالحة للاستخدام بكافة الأوقات والظروف، بعضها تكون حاضرة دائماً بأسعار مقبولة تناسب الجميع وبديلاً مؤقتاً عن استعمال الطبخ ومنها معلبات الفول والحمّص والمربيات وغيرهم. ألم يحن موعد العودة إلى زمن الصناعات الزراعية الغذائية، رفيدة الأسواق التجارية المتنوّعة ليكون هناك جبهة كبيرة متكاتفة تقف في وجه التحديات الكثيرة التي باتت هي السلاح الأخير لكسر الشعوب من خلال لقمة العيش، فتكون بديل آلة الحرب وتعسكر جبهات ضالّة للنيل من شعب أبى الانكسار لإجباره على الركوع تحت هيمنة الظلم العالمي ومؤسساته، لبلد كان عبر عقود طويلة يعتمد على إمكانياته الذاتية في جميع المجالات وأهمها الصناعات الغذائية والتحويل الصناعي الزراعي والحيواني، وكذلك الصناعات النسيجية التي كانت عِماد البلاد في التصدير والاستعمال الصناعي المحلّي، إضافة إلى عودة معامل وصناعات أخرى كمعمل الحرير في الدريكيش ومعمل الشرق للزجاج، والتوسع في معامل صناعة السكر إضافة إلى صناعة وطحن الحبوب وتحويلها لمنتجات أخرى، وتصنيع الأقطان وما يتفرع عنها (كالزيوت) ومنتجات الألبان وتعليب الخضروات والزيتون والفاكهة والبقوليات بأنواعها، وكذلك المشروبات و(العصائر) مالئة الحقول وشاغلة الناس، وهذا بدوره ينعكس إيجاباً بتشغيل جيوش من العاطلين عن العمل، وبالتالي إصلاح ما أفسد الدهر ومن كان خلف إيقاف هذه الصروح الصناعية التي كانت تلبّي الطموح الاقتصادي المتين.
سليمان حسين